وسلطت الصحيفة البريطانية الضوء على برنامج "فطن" الذي أسسته السعودية، وأدمجته في وقت لاحق مع البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات، والذي يستهدف التحصين النفسي لطلبة المدارس، لتنمية مهارات الطلاب الشخصية والاجتماعية للتصدي لكافة الأفكار الخطرة والمنحرفة، بدءا من المخدرات والإدمان، وصولا إلى التطرف الديني والأخلاقي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا يأتي ضمن منظومة تطوير متكاملة يعكف بن سلمان على تنفيذها لتطوير المجتمع السعودي اجتماعيا واقتصاديا، ونشر المنهج الإسلامي الوسطي، بدلا من تلك المناهج المتشددة، التي كانت تتبع في وقت سابق.
ولكن حذرت "فايننشيال تايمز" من أن مشروع مكافحة التطرف في المدارس السعودية، يسعى عدد من المتشددين إلى اختطافه، وهو ما دفع وزير التعليم السعودي، أحمد العيسى، إلى إقالة المسؤولة عن البرنامج، هدى الحمود، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد 72 ساعة فقط من تعيينها، بعد وصول معلومات عن علاقتها وتعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها الرياض بأنها جماعة إرهابية.
ويسعى البرنامج، بحسب الصحيفة البريطانية، إلى تنفيذ تعهد بن سلمان، الذي قطعه على نفسه في وقت سابق بتحويل المجتمع السعودي من مجتمع يصدر التطرف والإرهاب إلى كل العالم، إلى مجتمع "أكثر تسامحا".
ولفتت الصحيفة إلى أن العيسى قال إن الحكومة السعودية تعتزم وقف طباعة الكتب المدرسية بحلول 2020، كجزء من جهودها لإصلاح منظومة التعليم، وسيتم استبدالها بمناهج رقمية وعلى أقراص مدمجة، وهو ما يعني، والقول للصحيفة، أن عملية التنقيح ستكون أكثر سهولة وانفتاحا من أي وقت سابق.
ونقلت "فايننشيال تايمز" عن فوزية البكر، أستاذة التربية في جامعة الملك سعود، قولها: "التقدم الذي تم إنجازه في إصلاح منظومة التعليم، خاصة في المدن الكبرى، أمر عظيم، لكن المخاوف لا تزال قائمة في تلك المدن الصغيرة والمناطق الريفية، التي لا تلقى نفس المستوى من الاهتمام".
وتابعت قائلة: "المجتمع يتغير في العديد من الجوانب، وخاصة في المدن الكربى، ولكن المشكلة تتعلق بسياسات الحكومة المتعلقة بالأماكن النائية، التي لا تزال بحاجة لأن تمضي قدما في عدة جوانب".
وأشارت البكر إلى أنه "في المدارس حاليا قيود أكثر بكثير عما قبل، فلا أحد يدخل المدارس من دون إذن، لكن السيطرة تقل في الجنوب".
ونقلت أيضا عن مستشار لأح المدارس في المنطقة الشرقية، رفض الكشف عن هويته:
"قضية التطرف لا يمكن حلها من قبل فطن أو أي برامج أخرى، هذه البرامج دوما ما تكون مبهرجة إلى حد ما لإظهار أن الوزارة تتحرك على الأرض، لكن في الواقع تأثيرها ضعيف جدا".