وبرزت في هذا الخصوص مباردات فردية أصحابها مغتربون سوريون غادروا البلاد منذ سنوات طويلة سبقت الأزمة السورية.
وكان للقطاع السياحي، الذي يعتبر هاما في إبراز حيوية الاقتصاد وثقة الآخرين بالأمن والأمان العائد إلى البلاد، كان له نصيب وافر من الاهتمام من كافة الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والرسمية في البلاد.
وبعد أن أصبحت بعض المدن السورية الآمنة وجهة غالبية القادمين من المحافظات السورية الأخرى، تنبه البعض إلى ضرورة إعادة الوجه الحقيقي المعروف عن دمشق وخاصة المدينة القديمة التي طالما حلم الكثيرون بزيارتها والتنزه في حاراتها الضيقة العتيقة.
إضافة إلى سعي الكثيرين للإقامة في المدينة القديمة وبالتحديد أحياء باب توما وباب شرقي وساروجة وغيرهم.
سبوتنيك التقت بالمغترب السوري غانم نبيل الحلبي الذي عاد إلى سوريا بعد سنوات عديدة قضاها في المغترب. وقرر افتتاح فندق في حي باب توما بدمشق القديمة.
الحلبي قال في تصريح لـ"سبوتنيك":
إن الوقوف إلى جانب الشعب والدولة السورية يكون بطرق عديدة أهمها المساهمة في إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري عبر أي مشروع حتى لو كان صغيرا… المهم أن نقدم كل ما نستطيع تقديمه لوطننا.
وأكد الحلبي، الذي عاد وافتتح فندق على الطراز الدمشقي القديم في حي باب توما، أن الشعب السوري ومهما تغرب عن بلده سيظل حبه له يرافقه في قلبه وكل همه الحفاظ عليه.
وأضاف:
قمنا بترميم الأشكال والزخرفات والرسومات الدمشقية القديمة في "فندق الأغوات" للحفاظ عليها أطول فترة ممكنة لأنها تعني الكثير للسوريين وهذا نابع من خوفنا واهتمامنا بتراث وطننا لأنه تاريخنا وسيرتنا كلها.
ولفت الحلبي إلى التسهيلات الكبيرة التي قدمتها له الجهات المعنية بالتراث والآثار السورية مثل محافظة مدينة دمشق و"مكتب عنبر" المسؤول عن المنطقة الأثرية في دمشق القديمة.
وقال: كل شيء يحتاج إلى تعب وجهد وتمكنا من تجاوز الكثير من الصعوبات بمساعدة الغيورين على الوطن.
وأكد بذل الكثير من الجهود حتى وصلت سوية الفندق إلى تصنيف سياحي من فئة 5 نجوم.
وفي سؤال عن نوعية الزبائن رواد الفندق الدمشقي، قال الحلبي: هناك رواد أجانب للفندق من دول عربية وأجنبية على حد سواء.
ونوه بأن غرف الفندق استقبلت خلال الفترة الأخيرة نزلاء من روسيا معبرا عن سعادته برؤية النزلاء الأجانب أكثر من أمثالهم المحليين "لأن ذلك يشعرنا بأن بلدنا تتعافى وأصبحت بخير".
وأكد أن
انطباع النزلاء الروس كان جيدا للغاية خصوصا مع وجود فندق قديم وتراثي جميل يرغب كل زائر لسوريا بالتعرف على عراقة البناء القديم الخاص بالبلد.
وأضاف: جميع النزلاء أكدوا رغبتهم في إعادة الكرة مرة ثانية حينما تسنح لهم الفرصة بزيارة سوريا في أي وقت.
وأفاد الحلبي بمذاق الأكلات السورية الشعبية اللذيذة التي تعتبر جزء من طابع البلد والتي أعجبت كل نزيل التقى به بعد أن تذوقها سواء في الفندق أو في أماكن أخرى في دمشق، بحسب ما أخبره بذلك النزلاء.