هذه الأسئلة يجيب عنها الخبير العسكري، الاستراتيجي، الدكتور أحمد الشريفي، حيث يقول:
يمكن معالجة هذه المسألة من زاوية مهمة جداً في ظل متغير يتعلق بالإرهاب وكيف اصبح تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ونقف أمام تساؤل حقيقي مفاده، من صنع الإرهاب ومن أطاح به. فهذه الصورة التي خرجت من الميادين العراقية والسورية، سوف تعزز من موقف وأدوار دول، كما ستكشف كثيرا من الدول التي رفعت شعارات، وهي في الحقيقة كانت سبباً في اذكاء الفتنة وصناعة الإرهاب. لذلك فإن الزاوية التي يقرأ منها تصريح رئيس الشرطة الأوروبية، ستعطي دلالة على أن العراق وسوريا وحلفاؤهم، واعني بها روسيا، التي انفقت أموالا طائلة من أجل مواجهة الإرهاب، وشكلت خط دفاع، تشاركت فيه مع حلفائها، من أجل درء الخطر الذي قد يصل إلى أوروبا ويهدد الأمن والاستقرار هناك. إذا، باتت القراءة دقيقة جداً للرأي العام العالمي، وأصبح يدرك من أذكى الأزمة واوقد نارها، ومن الذي واجه الأزمة وأطفأ نيرانها.
إن منطقة الشرق الأوسط أصبحت بؤرة للصراع، وأصبح هذا الصراع قطبيا، دفعت فيه كثير من الدول من أجل الحصول على موطئ قدم في منطقة اشتباك في المصالح ، ولكن ما يعنينا أن الدول ومنظومة التحالفات اوجدوا نظرية مفادها، من عبث في الأمن الإقليمي في العراق وسوريا، هو بشكل أو بآخر كان يجازف في العمق الاستراتيجي لدولهم، دليلنا في ذلك، الارتدادات التي حصلت في أوروبا، والآن وفي ظل الثورة المعلوماتية، فإن الأمور ما عادت خافية على السكان المحليين في أوروبا، وهم يقرأون الأمور قراءة دقيقة، فمن عبث بأمن حوض البحر المتوسط، كان يعبث بأمن الطاقة والأمن القومي للاتحاد الأوروبي، ومن ساهم في إطفاء هذه الفتنة، وجعل الأرض و بأثمان باهظة مقبرة للإرهابيين، فهو شكل خط صد للدفاع عن الأمن والاستقرار في أوروبا. لذلك أعتقد في المرحلة القادمة، سوف تتغيير توجهات ورؤى حتى السكان المحليين في أوروبا، وسوف يدركون أن هناك عبثا في الأمن الدولي، تقوم به دول، سوف تدان من قبل هؤلاء السكان.
ومن أسقط داعش، لم يسقطه تعبويا فقط، وإنما فكريا أيضا، وسيكون تتبع في أوروبا لفكر ما، وهذا الفكر في حالة ضمور، وفي المرحلة القادمة، سوف يصار إلى قراءة ما يجري في سوريا والعراق، فمن واجه داعش المسلمون أنفسهم.
للاستماع إلى كامل الحوار تجدوه في الرابط أعلاه..
إعداد وتقديم: ضياء حسون إبراهيم