كما اتفق المشاركون في المؤتمر على وثيقة تنص على ضرورة أن "يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون أي ضغط أو تدخل خارجي
ويقضي البيان بأن تكون سوريا "دولة ديمقراطية غير طائفية وقائمة على التعددية والمواطنة المتساوية.
كما يشدد البيان على "بناء جيش وطني قوي موحد يقوم على الكفاءة ويمارس واجبته وفقا للدستور والمعايير الأعلى"، موضحا أن مهمته تتمثل بـحماية الحدود الوطنية والسكان من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب.
كما تنص الوثيقة على "بناء مؤسسات أمنية ومخابرات تحفظ الأمن الوطني وتخضع لسيادة القانون وتعمل وفقا للدستور والقانون وتحترم حقوق الإنسان".
وأكد البيان الختامي لسوتشي على ضرورة الرفض القاطع للإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية بكل أشكالها ومكافحتها، وكذلك احترام حماية حقوق الإنسان والحريات العامة لا سيما في أوقات الأزمات.
واتفق المشاركون في مؤتمر سوتشي على تشكيل لجنة دستورية من ممثلي الحكومة والمعارضة لإصلاح الدستور وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
تحدثت السيدة يرميلا عجمي مندوبة الشبكة السورية لحقوق الإنسان لإذاعة "سبوتنيك" حول أهم الرسائل وجهها المؤتمر للعالم:
إن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعمل من الداخل السوري وهي رصدت الأزمة والأحداث التي تعرضت لها سوريا على مدى ست سنوات ووثقت كل ما يحصل، أما رسالتنا فهي إظهار تلك الجرائم بجميع أنواعها والعمل تقويض أعمال العنف والإرهاب ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، أما النتائج التي حصلنا عليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري من خلال رؤيتنا كشبكة حقوقية هو أن المؤتمر حاز على موافقة أغلبية المشاركين فيه، وأن كل المقترحات والتوصيات التي خرجنا بها في المؤتمر سوف تدرج على طاولة هيئة الأمم، وسيصار إلى ترجمتها على أرض الواقع وهذه أهم نقطة نعمل من أجلها، أما ما يرجوه الشعب السوري فهو متابعة هذه الخطوات من أجل الخلاص من جميع أنواع القهر والألم، ونتمنى أن تكون هي الخطوة الأولى وأن يتم ترجمتها بشكل صحيح من أجل العودة إلى ما كانت عليه سوريا قبل الأزمة، هناك تدخلات خارجية حصلت من أجل امتداد هذه الأزمة ومن أجل دعم الإرهاب، كما أن هذه التدخلات الدولية تريد التقليل من أهمية مؤتمر سوتشي وإظهاره على أنه مؤتمر منقوص، لكن الواقع يقول غير ذلك فمؤتمر سوتشي ناجح وأجمعت كل المكونات السورية على نتائجه.
وأفادت السيدة يرميلا عجمي حول كيفية إنقاذ السكان المحاصرين من قبل الجماعات الإرهابية في بلدات سورية: " نحن في القرن الواحد والعشرين والأطفال يموتون جوعا وقنصا، فأين المعاهدات ومنظمات حقوق الإنسان التي تدافع عن حقوق البشر، إننا لا نجدها في بلدتي الفوعة وكفريا المظلومتين المحاصرتين، ولا زالتا البلدتان تعانان من الحصار، لذلك نطالب وضع ملف هاتين البلدتين على طاولة المفاوضات وإدخال المساعدات للسكان المحاصرين، وندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بوضع حل وإخراج 8000 مدنيا من داخل البلدتين.
وأجابت السيدة يرميلا عجمي عن سؤال ماذا تتأملون بعد سوتشي، وما هي الرؤية للممستقبل؟ "رغم أن هناك تدخلات خارجية دولية من أجل امتداد هذه الأزمة، كما أن هناك بعض الأطراف التي تعمل على دعم الفصائل المسلحة للاستمرار في العمليات الإرهابية، لكن دور داعمي الإرهاب سيكون هشا، ولن يستطيعوا تحقيق أي هدف من أهدافهم، لكن على الصعيد الداخلي، نحن نسمع صدى الشعب السوري ونبض الشارع كفرحة عارمة لدى كل مكونات المجتمع السوري، كما أن هناك تراجع في بعض مواقف الفصائل المسلحة، وهناك أمل لدى كل السوريين لوقف الحرب بعد مؤتمر سوتشي".
كما شكرت السيدة يرميلا عجمي الدولة الروسية الاتحادية قيادة وشعبا وحكومة على الدعم المتواصل لسوريا وعلى استضافة مؤتمر الحوار الوطني السوري والمشاركين فيه من كل أطياف المجتمع السوري، وتهيئة كافة الظروف، وتابعت: "نحن هنا ولدنا في سوريا وهنا جذورنا، نحن هنا باقون بكل فئاتنا، مسلمون ومسيحيون، لا يفرقنا دين ولا يفرقنا مذهب، وسنقضي على الإرهاب، ومن هذا المؤتمر نرسم خطى جديدة وسننتصر على هؤلاء القتلة المجرمين الذين لا دين لهم ولا إنسانية ولا رحمة ولا هم من البشر".
كما قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف:
إن الأطراف المعنية بعد مؤتمر جنيف ستستطيع بدء الحوار للعمل على تعديل أو صياغة الدستور الجديد لسوريا، ونتائج مؤتمر جنيف يمكن أن تكون خطوة جديدة إلى الحل السياسي، ولكن هناك العامل الخارجي الأمريكي الذي يعيق العمل من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، حيث كانت هناك محاولات لإفشال هذا المؤتمر في سوتشي، وهذا ما أشار إليه ممثل الرئيس الروسي ألكسندر لافرينتيف حين قال إن المعارضة المسلحة رفضت المشاركة في مؤتمر سوتشي حين وصلوا إلى مطار سوتشي، وذلك استفزاز ومحاولة لإفشال العملية السياسية، وخلف هذه المحاولات هي الولايات المتحدة.
لا شك أن مؤتمر سوتشي أرسل عدة رسائل إلى العالم وأهمها أن الشعب السوري لا يمكن أن متفق على نبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله، وأنه لا يمكن المساومة على وحدة الأراضي السورية، ولا يمكن أن يمثل الشعب السوري منصة أو وفد واحد، كما أن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مستقبل بلده وحكومته.
إعداد وتقديم: نزار بوش