إذ سقطت خلال يوم أمس فقط أكثر من عشرة قذائف على سكان عدد من الأحياء مصدرها الفصائل المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية، في مشهدٍ يُعيدُ أذهان الدمشقيين لأيامٍ كان فيها الفصيل المسلح المسمى بـ"جيش الإسلام" يُمطرُ أحياء العاصمة بالقذائف الصاروخية.
أكثر من مئة وثلاثين قذيفةً أطلقتها الفصائل المسلحة خلال الأسبوع الفائت على مدنيي دمشق، توزّعت على أحياء المزة وباب توما والعباسيين وعش الورور، و كان أقصاها وقعاً في نفوس الدمشقيين قذيفةٌ سقطت على حافلة نقل ركاب صغيرة "سرفيس" كما يُسميها السوريون بلهجتهم العامية، ومن المعروف بين أوساطهم بأنّها وسيلة النقل التي يستقلّها الفقراء، ما أدى لاستشهاد امرأة وإصابة ثمانية أشخاصٍ آخرين، وسقط على أحياء دمشق القديمة عدد من القذائف توزعت بين واحدة في حي الأمين واثنتان في حي باب توما إحداهما بجانب الكنيسة المريمية والثانية سقطت في ساحة الحي الرئيسية وأخرى سقطت في منطقة عش الورور، وقذيفتين في محيط شارع الثورة المُكتظ بالمارة وسط دمشق، واثنتان على حي المزة، الأمر الذي انعكس على حركة المارة في الشوارع، حيثُ فضّل الدمشقيون البقاء في بيوتهم ريثما يستقر الوضع أكثر.
استهداف الفصائل المسلحة لأحياء دمشق بالصواريخ والقذائف يأتي بسبب المعارك الدائرة على جبهات شرق العاصمة وفي هذا السياق يقول مصدرٌ عسكري سوري لـ"سبوتنيك" أنّ " استهداف أحياء العاصمة دمشق من قبل المسلحين لا يهدف سوى لرفع معنويات مقاتليهم الذين مُنيو بخسائر كبيرة من قبل الجيش السوري خلال الاشتباكات الدائرة على مختلف جبهات الغوطة الشرقية لدمشق".
و يؤكد لـ"سبوتنيك" قائلاً أنّ "عمليات الجيش السوري العسكرية ما تزال مستمرةً على مختلف محاور القتال في الغوطة الشرقية، حيثُ يُكثّفُ الجيش من استهدافاه الناري المُركزة على مواقع المسلحين"، مشيراً إلى أنّ "سلاحي الجو والمدفعية استهدفا نقاط انتشار الفصائل الإرهابية في مدينة عربين و مزارع الرمان الواقعة بين مدينتي حرستا ودوما إضافة إلى مواقعهم في محيط إدارة المركبات التي فكّ الجيش حصار المسلحين عنها قبل فترة قريبة على جبهة حرستا ".
وتأتي هذه الاستهدافات المركزة للجيش السوري مترافقة مع تقدم بري واسع لقواته باتجاه مدينة عربين، حيثُ استعادت عدداً كبيراً من كتل الأبنية التي تضم عدداً من المعامل الصناعية بالقرب من مبنى النفوس وذلك بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها حسب تأكيد المصدر العسكري ذاته، لافتاً إلى أنّ "افتتاح الجيش السوري لعدد من المحاور القتالية مع الإرهابيين في آنٍ واحد بعد أيام من الاستهداف الجوي والصاروخي المُكثّف يساعد على تشتيت و شلّ قدراتهم الدفاعية ويوسّع دائرة الأمان أكثر حول الأحياء الآمنة".
وأكد المصدر العسكري أنّ " المسلحين المتواجدين في الغوطة الشرقية لدمشق باتوا في حالة إرباكٍ كبيرة ولن تساعدهم شبكة الأنفاق الكبيرة التي حفروها طيلة السنين الماضية في صد هجمات الجيش السوري على مختلف الجبهات القتالية".