وقال رؤساء كنيسة القيامة في القدس إنهم يغلقون أبواب الكنيسة حتى أشعار آخر رفضا لممارسات الحكومة الإسرائيلية، وذلك للمرة الأولى التي يتخذ فيها رؤساء الكنائس في القدس هذه الخطوة منذ عام 1948
وأعلن رؤساء الكنائس المسيحية في القدس الاحتجاج على خطط اللجنة الوزارية لمناقشة مشروع قانون يسمح للدولة بمصادرة الأراضي في القدس التي باعتها الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية منذ العام 2010
كما احتجت الكنائس على سياسة بلدية القدس الجديدة بشأن دفع الضرائب البلدية للممتلكات الكنسية.
في الوقت نفسه، أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بشدة الهجمات الإسرائيلية على الكنائس، وخاصة قرار بلدية القدس فرض ما يسمى "الأرنونا" على الممتلكات الكنسية في القدس.
وجاء في بيان صدر عنها، ونشر على موقع دائرة الثقافة الفلسطينية،يوم أمس الأحد: "إن الكنائس المسيحية قائمة على هذه الأرض قبل إقامة دولة إسرائيل بزمن طويل، وإن الهوية الفلسطينية تتضمن أقدم إرث مسيحي مستمر، فهي جزء من الوجود الفلسطيني المتأصل على هذه الأرض، ودولة الاحتلال بهذه الإجراءات الخطيرة تنتهك بشكل صارخ الوضع القائم الذي يحكم وضع الكنائس المسيحية في فلسطين منذ قرون".
وأشارت عشراوي إلى أن التشريعات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في سياق ترسيخ نهج هذا البلد القائم على التطهير العرقي لمحو الوجود الفلسطيني وعزل القدس عن محيطها، كما أنها تطال بشكل متعمد ومباشر الكنائس وحساباتها وممتلكاتها بهدف إحكام السيطرة الإسرائيلية على المدينة المقدسة.
كما استدعى إعلان واشنطن عن افتتاح سفارتها الجديدة في مدينة القدس في منتصف مايو المقبل، خلافا لتصريحاتها السابقة، تساؤلات بشأن سبب استعجال الولايات المتحدة في هذه المسألة الحساسة.
في أي سياق يأت التضييق الاسرائيلي على الكنائس المسيحية خصوصا في هذا التوقيت بالذات؟
إلى ما يعود هذا الاستعجال الأميريكي في نقل السفارة الأميركية الى القدس؟
يقول أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة "القدس المفتوحة" الدكتور أسعد العويوي لبرنامج "حول العالم" بشأن التضييق الإسرائيلي على الكنائس المسيحية في القدس:
الإستراتيجية الإسرائيلية التي أخذت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأميركية بعد إعلان الرئيس الأميركي ترامب أن القدس بشقيها عاصمة للدولة اليهودية، أعطى الضوء الأخضر لتقوم حكومة الإحتلال الإسرائيلي بفرض سيادتها على مدينة القدس العربية المحتلة وكأنها عاصمة للدولة اليهودية،وتنطلق من منطلق أنه لا يوجد غير اليهود في هذه المدينة. من أجل ذلك تقوم دولة الإحتلال بالتضييق من خلال فرض الضرائب الباهظة على ممتلكات الكنائس وعلى ممتلكات المواطنين، وهذه سياسة عامة إحتلالية إسرائيلية قبل وبعد إعلان ترامب بشأن القدس، لخلق ظروف صعبة ومستحيلة ليس فقط لأفراد الشعب الفلسطيني، وإنما أيضا للكنائس المسيحية التي عمد الإحتلال البريطاني ثم وفيما بعد الإحتلال الإسرائيلي التضييق على المسيحيين، من أجل تهجيرهم من فلسطين لإصباغ الصبغة اليهودية لمدينة القدس التي تعتبر عاصمة الديانات السماوية، والاستفراد بها كمدينة يهودية من وجهة نظر واعتقاد واهية توراتية غيبية إحتلالية إسرائيلية.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي