ويعيش الآلاف من أهالي مدينة تاورغاء الليبية أزمة إنسانية بسبب منعهم من العودة إلى ديارهم، وإجبارهم على الإقامة بمخيمات في الصحراء.
وبدأت مشكلة تهجير أهالي المدينة الساحلية منذ سيطرة كتائب مسلحة من مدينة مصراتة الليبية على مدينة تاورغاء عام 2011، وكان من المفترض أن تنتهي مطلع الشهر الماضي فبراير/ شباط، بحسب بيان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، العام الماضي، الذي ذكر فيه أن أهالي تاورغاء سيعودون إلى منازلهم، إلا أن الاتفاق لم ينفذ، وفشلت كل محاولات المصالحة بين أهالي تاورغاء ومصراته.
وأشار عبد الله إبليحق إلى أن الجنوب الليبي يتعرض لفتن كبيرة بين قبائله، مشيرا إلى أن الاقتتال الذي يجري في تلك المناطق لا منتصر فيه إلا التدخلات الخارجية، التي لا يعنيها موت خيرة شباب ليبيا، من أي طرف كان، لافتا إلى أن تلك الأطراف تتمنى انقسام ليبيا وعدم استتباب الأمن والاستقرار واستمرار الصراع بين أبناء الوطن، لتجد مناخا ملائما لها لنهب خيرات البلاد في ظل انشغال أبناء ليبيا بقتال بعضهم البعض.
ولفت إلى أن رئيس مجلس النواب أصدر بيانا طالب فيه أعيان الجنوب بإنجاح مساعي التهدئة والتجاوب مع لجان المصالحة، كما دعا أبناء سبها بالوقف الفوري لإطلاق النار والالتحام مع القوات المسلحة الليبية.
وأشار إلى أن رئاسة مجلس النواب تعمل على ملف سبها منذ فترة طويلة حتى قبل اندلاع الاشتباكات الأخيرة، وأن الأوضاع الآن تتجه نحو التهدئة وهنالك تجاوب من الإطراف المختلفة في هذا الاتجاه بالإضافة إلى بدء القوات المسلحة الليبية عمليات بسط الأمن في سبها خاصة والجنوب الليبي عامة.
وتابع "ستتواصل هذه الجهود بخطوط متوازية اجتماعيا وسياسيا وأمنيا لإنهاء هذه الفتن وطرد أي أطراف أجنبية هناك".
وتشهد مناطق ومدن الجنوب منذ فترة طويلة بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، نزاعات قبلية وجهوية، تجددت بعد الانقسام السياسي في ليبيا، ما أدى لانتشار حالة من الانفلات الأمني وتردي الوضع الإنساني.