"حماية معلومات الناس في صميم كل ما نقوم به"، هذا ما قاله بول غريوال، نائب المستشار العام لفيسبوك قبل بضعة أسابيع فقط من وصول مارك زوكربيرج المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة إلى الكونغرس الأمريكي لتقديم تأكيدات مماثلة.
لكن في الواقع، تظهر وثيقة سرية مسربة من فيسبوك اطلعت عليها مجلة "Intercept" الأمريكية أن الشركتين (فيسبوك وكامبريدج أناليتيكا) بعيدتان كل البعد عن مفهوم شركة أو شبكة اجتماعية كما يعرفه المستخدمين.
Facebook Uses Artificial Intelligence to Predict Your Future Actions for Advertisers, Says Confidential Document https://t.co/WpK3iXoni2 pic.twitter.com/UuHXW5gvld
— Hiten Shah (@hnshah) April 13, 2018
وثيقة سرية
تكشف الوثيقة، التي وُصفت بأنها "سرية"، نوعا من الخدمة الإعلانية الجديدة التي توسع نطاق شبكة التواصل الاجتماعي التي تبيع إمكانية وصول الشركات إلى مستخدميها وحياتهم: فبدل من مجرد تقديم قدرة على استهداف الأشخاص بناء على التركيبة السكانية وتفضيلات المستهلكين للمعلنين، تقدّم فيسبوك قدرة على استهدافهم استنادا إلى كيفية تصرفهم، وما سيشترونه، وما سيفكرون به. وهذه القدرات هي عبارة عن ثمار محرك تنبؤ ذاتي الذكاء يتحسن ذاتيا، كشف فيسبوك لأول مرة عنه عام 2016 وبعرف باسم "FBLearner Flow".
Kudos @facebook on FBLearner Flow. Nice to see a complete machine learning flow for non-experts! @at_scale_events pic.twitter.com/3dDsFvfM9A
— NVIDIA Data Center (@NVIDIADC) September 1, 2016
التنبؤ المستقبلي بالسلوك
يكشف أحد جانبي الوثيقة قدرة فيسبوك على "التنبؤ بالسلوك المستقبلي" للمستخدمين، ما يسمح للشركات باستهداف الأشخاص على أساس قرارات لم يقوموا بها حتى الآن. الأمر الذي، على الأرجح، يمنح الشركات الأخرى فرصة لتغيير الدورة المتوقعة للمستهلك. وفي هذه الصفحة، يشرح فيسبوك كيف يمكنه فحص قاعدته الكاملة من المستخدمين التي تزيد عن أكثر من 2 مليار شخص ويحدد ملايين الأشخاص الذين "قد يتخلون" عن ماركة تجارية معينة إلى منافس آخر. ويمكن بعد ذلك استهداف هؤلاء الأفراد بقوة في الإعلانات التي يمكن أن تستبق وتغير قرارهم بالكامل — وهو شيء يسميه فيسبوك "كفاءة تسويقية محسنة".
كامبريدج أناليتيكا
تتشابه إعلانات الذكاء الاصطناعي في الفيسبوك كثيرا مع نوعية الاستشارات السياسية المثيرة للجدل التي تقوم بها شركة "كامبريدج أناليتيكا"، التي تستخدم ديموغرافيات المستهلك الدنيوية (ما يهمك، وأين تعيش) للتنبؤ بآراء المستخدمين السياسية.