وأشار ماكرون إلى اعتقاده أن ترامب لن يتمسك بالاتفاق النووي، ولكنه (ترامب) "أبدى انفتاحا لفكرة التوصل لاتفاق جديد أوسع ومنظم مع إيران".
حول هذا قال محمد نور الدين، المتخصص في الشؤون الإيرانية، إن طهران وحدها تملك الحق في أن تقرر ما إذا كان هناك اتفاق نووي جديد أم لا، خاصة أنها التزمت بشكل كامل بالاتفاق الذي تم توقيعه في العام 2015، ولم تلتزم به الدول الأخرى، مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا.
وتابع نور الدين: "مؤخرا، اتفق دونالد ترامب مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، على أن لا ينسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي، في مقابل تهديد إيران بفرض عقوبات جديدة عليها، واليوم يكشف الرئيس الفرنسي أن نظيره الأمريكي لا يريد المضي قدما في الالتزام بالاتفاق النووي أو دعمه، هم ينقلبون بشكل واضح على اتفاقهم".
ولفت الدكتور محمد نور الدين، إلى أن أي اتفاق من هذا النوع لن يكون ملزما لإيران، فالدول الكبرى التي سبق لها أن وقعت على الاتفاق النووي، ستضع طهران في موقف أقوى، فهي ستكون التزمت بالاتفاق إلى آخر مدى، وبعد نقض الاتفاق وانسحاب الدول المؤثرة منه، لن يكون أمام إيران إلا استكمال برنامجها النووي.
وشدد نور الدين على أن إيران سيحق لها، في حالة التهديد بفرض عقوبات عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الموقعة على الاتفاق، بأن تلجأ إلى القضاء الدولي، كما أنه يحق لها في حالة محاولة إجبارها على التوقيع على اتفاق نووي جديد، أن ترفض، وأن تلجأ إلى القانون الدولي لتفسير الاتفاق الأول والاختلاف بينه وبين أي اتفاق جديد، واستغلاله بما يخدم مصالحها فقط.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي ومن خلال كل تصريحاته وآخرها لم يبد استعدادا للدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني ويعتقد، أن ترامب لن يتمسك بالاتفاق النووي.
وأضاف "نشدد على ضرورة احترام الاتفاق النووي الإيراني وقد استنتجت إرادة ترامب الواضحة بعدم دعم الاتفاق. وأتمنى أن نتمكن من العمل على جدول أعمال إيجابي بغض النظر عن قرار ترامب، بشأن الاتفاق النووي، والذي سيتخذه في الـ 12 من مايو/ أيار المقبل. وبغض النظر عن القرار الأمريكي المقبل… سوف نعمل سويا في المنطقة على خلق اتفاق أوسع وكادر استراتيجي للحوار مع إيران".
يذكر أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد أعلن، الاثنين الماضي، أن رئيسي ألمانيا وفرنسا سيحثان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ما دام ذلك سيؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة.
وأضاف أنه خلال اجتماعات مقبلة في واشنطن ستحث المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الأمريكي على عدم الانسحاب من الاتفاق، الذي ينص على تخفيف العقوبات عن إيران مقابل كبح برنامجها النووي كما أفادت وكالة "رويترز".