وقد بدأت هذه الإشكالات في منطقة "الطريق الجديدة" بين مؤيدين لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري ومؤيدين لجمعية المشاريع الخيرية، إثر تلاسن وقع ما بين عدد من الشبان وسرعان ما تحول إلى معركة بين الطرفين، استخدمت فيها الحجارة بداية وشهدت لاحقا ظهورا مسلحا وعمليات إطلاق نار مع تسجيل وقوع إصابات بين الطرفين.
وامتدت الإشكالات مع ما رافقها من حملات تكسير لمراكز انتخابية لكلا الطرفين، من منطقة الطريق الجديدة إلى مناطق أخرى مجاورة في "بربور" و"برج أبي حيدر" وغيرها، واضطر معها الجيش اللبناني التعامل بحزم.
في المقابل نأى كل من تيار المستقبل وجمعية المشاريع بنفسيهما عن إشكال يوم أمس، إذ أصدر المستقبل بيانا أكد خلاله على عدم علاقته بأسباب الإشكال والتداعيات التي رافقته، مؤكدا على عناصره ضرورة التعامل مع القوى الأمنية المختصة لحفظ الأمن.
بدوره، أصدر المكتب الإعلامي للمرشح عن جمعية المشاريع الخيرية، عدنان طرابلسي، بيانا جاء فيه، "أنه بعد انتهاء الجولة الانتخابية التي قام بها إلى الطريق الجديدة فوجئ الأهالي بتعرض مركز جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية لهجوم من بعض الشباب ورمي الحجارة وتمزيق للصور والأعلام وغير ذلك.
وقد تم التواصل بين قيادة الجمعية وتيار المستقبل والقوى الأمنية بغية وضع حد للإشكال، وبالفعل قامت وحدات الجيش بالتدخل ووضعت حدا له."
وكاد يمتد إشكال الأمس إلى أكثر من منطقة لبنانية، لا سيما بعد حملات التجييش التي حصلت من مجهولين على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر إشاعات عن وقوع قتيل خلال الإشكال، وهو الأمر الذي كاد أن يؤثر على يوم الانتخابات المشهود، يوم الأحد المقبل.
وحول إمكانية تأثير هذه الإشكالات على العملية الانتخابية المقررة بعد يومين، يوضح الخبير الأمني والعميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ"سبوتنيك"، أن القانون الانتخابي ومع ما قد يحمله من إثارة للغة الطائفية وشد العصبية المذهبية، إضافة إلى خطاب العديد من رؤساء الكتل النيابية، أدى استنفار الجمهور والساحات عشية الانتخابات، لكنه لفت الى أن هذا الإستنفار "سيهدأ مع بداية الصمت الانتخابي مساء اليوم الجمعة، والحيطة الأمنية التي يتخذها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافية للسيطرة على أي إشكال في حينه".
ويضيف ملاعب بأنه لا يتوقع وقوع إشكالات أمنية خطيرة غير مسيطر عليها، ويقول:"إن بعض الحساسيات كما حصل يوم أمس في بيروت، هي ليست بالمستوى التي يقال إنها قد تمنع قيام الانتخابات أو تعكر صفو العملية الانتخابية".
وبالنسبة إلى من يتحمل مسؤولية التجييش داخل الشارع اللبناني قبيل الانتخابات، يؤكد ملاعب "أن الجميع يجيش بشكل وصلت فيه الأمور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن أحد المساجد أن إمام المسجد بدأ يؤدي القسم للناس إلى من سيصوتون، هناك بعض الفئات باتت تكلف تكليفا شرعيا، وهناك من يقول أيضا إنه إن لم تصوت لنا فإن الطائفة في خطر، وهذا الكلام مسؤول عنه رؤساء الكتل النيابية الكبيرة، وهذا التجييش الطائفي هو تجييش خطير مسؤول عنه رؤساء الكتل النيابية".
وتنتشر القوى الأمنية والجيش اللبناني في جميع المناطق اللبنانية لمواكبة الانتخابات النيابية ومنع حصول أي إشكالات التي ستجرى في 6 من أيار/مايو في كل لبنان.