بداية، قالت القناة السابعة الإسرائيلية، مساء اليوم، الثلاثاء، 5 يونيو / حزيران، إن الضغوط السياسية والجماهيرية الفلسطينية تركت الأثر على المباراة الدولية المفترض أن تكون الأخيرة للمنتخب الأرجنتيني قبيل ذهابه لروسيا، وقبل بدء كأس العالم لكرة القدم في روسيا بعد عدة أيام فقط، حيث تم إلغاء المباراة، وهي المباراة التي لاقت ترحيبا إسرائيليا كبيرا، خاضة وأن اللاعب الأرجنتيني، ليونيل ميسي، كان سيشارك في هذه المباراة المهمة بالنسبة لجانب الإسرائيلي.
في هذا السياق، كتبت صحيفة "معاريف " أنه سبق وتقدم اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني بطلب إلغاء المباراة ذاتها، إضافة لحرقه صور ميسي قائد المنتحب الأرجنتيني، وللحيلولة دون إقامة المباراة في مدينة القدس، بشكل خاص، حتى لا يثير بدوره مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، خاصة بعد نقل الولايات المتحدة الأمريكية لسفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس.
الغريب أنه رغم الإعلان عن إلغاء المباراة، فإن وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري يجيف، قد توجهت لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للعمل على عدم إلغاء المباراة، والتدخل الشخصي لدى الرئيس الأرجنتيني بهذا الطلب. بيد أن الهم الأساسي لنتنياهو في هذه الآونة هو الضغط على المجتمع الدولي لوقف الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يعمد عليه أثناء زياراته المهمة لألمانيا وفرنسا وبريطانيا، خلال هذه الأيام، وتحديدا، منذ أمس الثلاثاء. أرادت ميري ريجف الاحتفال بمرور سبعين عاما على إقامة إسرائيل، من خلال إقامة محفل رياضي كبير وضخم، ممثلا في إقامة مباراة المنتخب الأرجنتيني في مدينة القدس، أمام منتخب بلادها.
سبق وأن أولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الاهتمام البالغ بمباراة الأرجنتين، وتحديدا، مع طلب إقامتها في استاد "تيدي" بمدينة القدس المحتلة، للدلالة على استمرار العمل الإسرائيلي بأن مدينة القدس هي عاصمة إسرائيل، خصوصا وأن واشنطن بدأت ذلك بعد نقلها لسفارة بلادها إلى المدنية نفسها، وتبعتها دول أخرى، مثل هندوراس وجواتيمالا وأورجواي. لكن اهتمت هذه الوسائل بأهمية لقاء اللاعب الدولي المعروف، ليونيل ميسي مع رئيس الوزراء نتنياهو، من عدمه، حيث أشارت أكثر من وسيلة إعلامية إلى أن اللاعب ميسي يرفض لقاء نتنياهو؛ لاعتبارات سياسية، رغم أن والد اللاعب نفسه هو الذي أعد لهذه المباراة المهمة، معتبرا أن ابنه "ميسي" سيحصل على بركة الحاخامات قبيل وصوله لكأس العالم لكرة القدم بروسيا، الشهر الجاري.
قبيل عدة أيام، أعلنت تلك الوسائل الإعلامية الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، أخاصة الموقع الرياضي "وان"، أن ثمة أزمة كبيرة مرت بها بلادها خلال الأيام القليلة الماضية حول بيع تذاكر مباراة الأرجنتنين في السوق السوداء، وعدم معروفة مصيرها، ولمن بيعت؟! وهي التذاكر التي يتردد أن وزارة الثقافة والرياضة زاتحاد إسرائيل لكرة القدم وبلدية القدس، التي من المفترض لعب المباراة بها، هي الجهات المسؤولة عن تلك التذاكر، حيث توجهت بعض الشخصيات الإسرائيلية بضرورة فتح تحقيق داخلي حول ضياع تذاكر المباراة أمام الجمهور الإسرائيلي العريض.
كانت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية قد أوضحت أن هناك خلافات كبيرة في إسرائيل حول مكان المباراة، حيث أردات بعض الشخصيات السياسية ضرورة إقامة المباراة التاريخية في مدينة القدس، في استاد "تيدي"، باعتبار المدينة عاصمة بلادهم، في حين رأى البعض الآخر أن إقامتها في القدس سيثير عاصفة سياسية ودبلوماسية على إسرائيل حول العالم، إذ كان من المفترض إقامة هذه المباراة في استاد" سامي عوفر" بمدينة حيفا، خاصة وأن أحدث الاستادات الإسرائيلية، حتى الآن.
أكدت الصحيفة العبرية أن نتنياهو تحدث شخصيا مع الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكرو، عن نية بلاده دفع مليوني شيكل للمنتخب الأرجنتيني في حال موافقته اللعب في استاد "تيدي" بالقدس، وأن بلاده تصر على هذا الطلب، فقد رأت القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية أن مصلحة بلادهم تكمن في إقامة هذه المباراة التاريخية في القدس، باعتبارها عاصمة إسرائيل!
أشارت الصحيفة العبرية إلى أنه سبق للمنتخب الأرجنتيني اللعب أمام المنتحب الإسرائيلي، في العام 1998، وزار آنذاك لاعبوا المنتخب مدينة القدس، خاصة الأماكن المسيحية فيها، وهو ما كان مفترضا للاعبي المنتخب الحالي، خاصة لونيل ميسي، وإن كان مفترضا أن يزور حائط البراق.
نهاية، فإن الضغوط السياسية التي مارسها الطرف الفلسطيني تجاه الجانب الأرجنتيني، والمطالبات الدبلوماسية، سواء في الخارجية الفلسطينية أو الكنيست الإسرائيلي من قبل الأعضاء العرب فيه، قد أتت بثمارها، وألغيت المباراة.