ومن كل هذا، يشكو لبنان على الدوام قلّة المساعدات الدولية المقدمة لتحمل أعباء أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه.
وفي مقابلة مع "سبوتنيك"، يقول النائب عن التيار الوطني الحر سليم عون إنه "في لبنان لم نصل بعد الى رأي واحد بالنسبة الى عودة النازحين، نحن كفريق سياسي نطالب بوضع خطة للعودة الآمنة للنازحين السوريين الى بلدهم، اليوم يوجد رفض خارجي وتتماهى معه بعض القوى الداخلية لعدم الوصول الى عودة النازحين، حتى أنهم يقولون إنه لا يوجد ظروف متاحة للعودة الآن، في الأساس لن نختلف على الطريقة العملية لعودة النازحين لكننا نقول إنه يجب أن يكون هناك قرارا بأنه حان وقت العودة وهو قرار لم يتخذ بعد، ولكن نقول إننا لن نقبل إلا وأن يتخذ هذا القرار وبعد إتخاذ هذا القرار ندرس حينها تفاصيل عودة النازحين والتي يمكن أن تأخذ أشكالا عدة".
وحول ما إذا كان المجتمع الدولي لديه أي نية لمحاولة توطين اللاجئين السوريين في لبنان، يقول عون "إن كان المجتمع الدولي لا يريد توطين النازحين السوريين في لبنان فإن التصرف الذي يقوم به سيؤدي الى توطينهم، اليوم لم يعد سرّاً فمجرد أن تنظري الى الموقع الإلكتروني لمفوضية اللاجئين ترين أن المفوضية وضعت أهدافها لسنة 2018 ومن ضمن هذه الأهداف يقولون أن لا عودة مبكرة للنازحين، وفي نقطة أخرى يذكر الموقع أن الحل اليوم يبقى في توطينهم بمكان تواجدهم أي في لبنان، ففي النهاية إن لم يكن هدفهم التوطين فأنا متأكد على أن علمهم سيؤدي الى التوطين، لأنه بكل بساطة نحن دخلنا العام السابع على وجود النازحين السوريين في لبنان وكل عام يوجد خمسون ألف ولادة في صفوف النازحين وبإنتظار حل الأزمة السورية نهائيا فيصبح عددهم أكثر من نصف سكان لبنان، لا سيما وأن اليوم أصبح الوضع الأمني في سوريا جيدا وأن هناك أكثر من ثمانين في المئة من الأراضي السورية أصبحت مناطق آمنة، وإن كان لدى النازحين منازل مهدمة في سوريا فإنهم يعيشون في لبنان بالخيام، وإن كانوا يقولون إنه لديهم مشكلة مع النظام السوري، وهي مشاكل غير صحيحة، فإن النظام أجرى مصالحات مع المسلحين".
وأشار عون إلى أن "تكلفة النازحين سنويا ثلاثة مليارات دولار، كل ما يقدمه المجتمع الدولي والدول المانحة مليار ومئتي مليون ونحن ندفع بشكل مباشر سنويا مليار وستمئة مليون، نحن أكبر دولة مانحة في العالم ونحن أصغر بلد حجما، أساسا بلدنا هو بلد هجرة وليس إستيطان، ولم يكن يتسع لأبناءه، اليوم ما يحصل بمثابة إعدام للبنان وهذا ما لن نسمح به أبدا".