في عام 1983 أرسل الرئيس السوداني جعفر النميري، قوة عسكرية بقياده العقيد جون قرنق، ابن قبائل "الدينكا"، لإخماد تمرد عسكري قام به 500 جندي، في جنوبي السودان، لكنه انضم إلى المتمردين وأعلن التحرك للتخلص من سيطرة الحكومة المركزية في الخرطوم وليس الاستقلال عن السودان.
وفي عام 2011 أعلنت جنوب السودان استقلالها عن الخرطوم، وبعدها بعامين بدأت أزمة الدولة الجديدة تشتعل في الداخل بين رئيسها ونائبه.
كان طرفي الحرب هما سلفا كير ومويديه من قبائل "الدنكا" من جهة، ونائبه رياك مشار وأتباعه من قبيلة النوير، من جهة أخرى، واستمرت الحرب حتى عام 2015 عندما تم إبرام اتفاق يقضي بعودة مشار إلى منصبه كنائب لسلفا كير، لكن مواجهات متفرقة كانت تدور بين الطرفين من حين لآخر.
وفي يوليو/ تموز عام 2016 أقال سلفا كير، نائبه رياك مشار من منصبه، عقب مواجهات مسلحة بين أنصار كل منهما، وانسحب الأخير من العاصمة جوبا، بينما تم تعيين تابان دنغ، في منصبه، فأنقسمت المعارضة وظل فصيل ريك مشار، يحارب الحكومة، وظهرت فصائل معارضة جديدة بسبب تجدد الأزمة، التي كان طرفاها الرئيسيين هما قبيلة "الدينكا"، التي ينتمي إليها سلفاكير وقبيلة "النوير"، التي ينتمي إليها مشار، بحسب "فرنس — 24".
تاريخ "الحركة الشعبية لتحرير السودان"#سبوتنيك #جنوب_السودانhttps://t.co/EK0Ed16eA7
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) June 25, 2018
وفي مايو/ أيار الماضي، قرر سلفا كير، إقالة قائد الجيش بول مالونج، بعد أن قدم عدد من كبار الجنرالات استقالاتهم زاعمين وجود تحيز عرقي وجرائم حرب، وتم وضع مالونج قيد الإقامة الجبرية قبل أن تندلع مواجهات مسلحة بين أنصاره والقوات الحكومية التي حاولت نزع سلاح حراسه، وتم محاصره منزله، لكن الحكومة أعلنت رفع الحصار عنه في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، وسحبت الجنود والعربات المدرعة، وفي ذات الشهر أعلن اللفتنانت كولونيل تشان قرنق، الذي كان حليفا لقائد الجيش السابق بول مالونج، انفصاله عن الجيش والانضمامه مع أكثر من 200 جندي لأكبر "جماعة متمردة" تحارب سلفاكير.
Amnesty International: Emirati involvement and British silence in the supply of weapons to southern Sudan pic.twitter.com/9GQTLbQEDH
— aiman abdin (@justiceforabdin) October 7, 2017
وتسبب القتال في نزوح أكثر من مليون شخص إلى أوغندا المجاورة وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مسببة أزمة توصف بأنها أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا.
إعلان القاهرة
في نوفمبر/ تشرين الثاني، تم توقيع وثيقة عرفت بـ"إعلان القاهرة" لتوحيد "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بحضور رئيس أوغندا يوري موسيفني وممثلين لـ"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بشقيها الحكومي التابع لسلفاكير وأنصار رياك مشار، وتهدف إلى توحيد الحركة وإنهاء الحرب في جنوب السودان.
وتأتي مفاوضات الخرطوم عقب قمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيجاد" حول تحقيق السلام في جمهورية جنوب السودان، التي عقدت الخميس الماضي، في أديس أبابا، بحضور رؤساء دول وحكومات المنظمة وممثلي المعارضة في جنوب السودان، لبحث تنفيذ اتفاقية السلام، التي وقعتها حكومة جنوب السودان والمعارضة في أغسطس / آب 2015، ووضع زعيم المعارضة رياك مشار، ومقترح فرض عقوبات على الأطراف التي تعرقلها.
توقع الحل
توقع ماثيو مايور، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني، وعضو لجنة التفاوض الحكومية مع المعارضة بجنوب السودان، أن المفاوضات يمكن أن تسهم في تذليل العقبات أمام مفاوضات السلام، معتبرا أن وصول كل الأطراف إلى الخرطوم ربما يضع حدا للحرب الدائرة منذ سنوات.
ووصل الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إلى الخرطوم، صباح اليوم الاثنين، للمشاركة فى جولة المفاوضات الرئيسية، التى تضم زعيم المعارضة الجنوبى رياك مشار برعاية الرئيس السوداني عمر البشير.
وتستمر المفاوضات لمدة 14 يوم على مستوى الوفود، بعد انتهاء القمة.
Children with guns during the civil war in southern Sudan. https://t.co/VTE2xiDH2N
— Eric Moussa Ndiaye✏ (@Ricmelo3) November 4, 2017