وقالت الصحيفة إن الشاعرة السودانية امتثال محمود المعروفة باسم "إيمي" التقت رؤساء دول وزعماء دينيين من بينها الدالاي لاما، واعتبرت بأنها واحدة من أكثر نساء العالم إلهاما.
Slam from Sudan: how Emtithal Mahmoud shook the world https://t.co/zArUhzoVga
— Guardian Australia (@GuardianAus) July 3, 2018
تضيف الصحيفة أن امتثال كانت تشعر بالغضب والبؤس عندما جلست لتكتب قصيدة بعنوان "ماما". إذ كانت قد وافت جدتها المنية لتوها في السودان، ووالدتها على متن طائرة متوجهة إلى السودان لحضور الجنازة وقد تملكها الغضب.
"ماما"… النجاة من الحرب والمجاعة والموت في أحضان السرطان
تقول امتثال: "لقد كتبت هذه القصيدة في واحدة من أحلك الأوقات في حياتي" وتضيف: "شعرت أن جدتي نجت من كل شيء، من الحرب، والمجاعة، وغيرها، لتقضي نحبها في النهاية بالسرطان، وكان ذلك بسبب عدم التمكن من إجراء الفحوصات الطبية المناسبة. وساعدتني هذه القصيدة في الحديث عن كل ذلك.
وبعد ساعات من كتابة القصيدة، شاركت امتثال التي ولدت في دارفور وانتقلت إلى الولايات المتحدة من اليمن عندما كانت في عمر الرابعة، عام 2015 في بطولة المسابقة العالمية للشعر الخطابي الفردي "صلام" "Individual World Poetry Slam" في واشنطن العاصمة، وفازت في المسابقة.
وبكلمات يملئها الغضب، بدأت قصيدتها "ماما" كرجل يسأل امتثال قائلا: أنتِ يا أختاه، هل أنتِ من الوطن؟… ذلك أن بداخلك شيئا منه،/ لستُ إلا مُبديًا إعجابي بما أورثتْكِ أمك". لقد باتت القصيدة تمجيدية لوالدة إيمي، "القادرة على اختزال أي رجل إلى أشلاء في غمضة عين/ التي تمشي للحرب وتعنو لها جباه المحاربين".
وتمضي القصيدة: "على رِسْلك، ولا تتحدث عن الوطن ريثما تعلم/ أن كون من المرء من أفريقيا يعني أن يبيت مسهدا في هذا البلد/ ولا تحدثني عما بداخلي حتى تعلم/ أن ما بداخلي هو الثورة، هو التمرد،/ المقاومة".
كلمات غاضبة وجمهور منتفض
وبينما كانت إيمي تلقي قصيدتها، انتفض الجمهور واقفا على قدميه. وحازت إيمي الدرجة النهائية بفضل هذه القصيدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيمي، حضرت عددا من المؤتمرات الدولية وتحدثت في العديد من المحافل ومنها ما كان في لندن. وقد بدت في تلك الفعاليات تفيض بالكاريزما، لتتحدث عن خبرتها بالعمل بمخيمات اللجوء في اليونان التي تحتفظ بتذكار أهداه إليها طفل في لشبونة وهو عبارة عن حافظة مصنوعة من طوق نجاة. إلى الاجتماع بالدالاي لاما الذي أخبرها أن ثمة الكثير من المعاناة في دارفور والسودان وضغط على يدها وقال "إننا نقف إلى جانبكم".
بلغت امتثال الـ22 من عمرها بعد فوزها بمسابقة الشعر "صلام" بقليل. وفي تلك اللحظة بدأت حياتها تنحو مختلف بعض الشيء. فهي لا تزال طالبة بجامعة ييل حيث تدرس البيولوجيا والأنثروبولوجيا.
"فتاة واحدة".. تصنع السلام
شاركت إيمي في مسيرة من دارفور إلى الخرطوم استغرقت 30 يوما واستهدفت رفع الوعي حول السلام، فيما وصفته إيمي بأنها مسيرة فتاة واحدة "One Girl Walk" وقد انضم إليها الآلاف في مسيرتها.
تقول إيمي أن والديها كانا يتلقيان تهديدات بالقتل في كل يوم من أيام المسيرة. وتقول: "لقد كنا تحت الحراسة بشكل دائم".
لكن إيمي أرادت عبر تلك المسيرة القول: "إذا كان بإمكاننا السير معا، عندئذ يمكننا العمل معا، ومن ثم يمكننا تحقيق السلام… تحقيق السلام معا".