وكان الجيش السوري أمن أمس، طريق دمشق عمان الدولي بشكل كامل، ليفرض بذلك سيطرته شبه الكاملة على ريف درعا الشرقي والجنوبي الشرقي، في وقت انتشرت وحدات من الجيش في معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وعاد آلاف النازحين إلى منازلهم بعد التوصل لاتفاق في الجنوب لوقف القتال.
وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود لـ"سبوتنيك":
إنه لم يتبق من محافظة درعا سوى منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" الارهابي (المحظور في روسيا) وتشكل هذه المنطقة مثلث الالتقاء بين الحدود السورية الأردنية وحدود الجولان السوري المحتل.
مضيفا: ويتألف هذا المثلث من بلدات حيط، تسيل، الشجرة، نافعة وسحم الجولان، متوقعا أن يوجه الجيش السوري ضمن هذا المثلث ضربات قاسمة لبعض جيوب تنظيم "داعش" التي مارست القتل والإجرام خلال السنوات السابقة بشكل لا يمكن أن يحتمله العقل البشري، "وكانت ولا تزال تشكل مخلب الكيان الإسرائيلي في جنوب سوريا"، على حد تعبير العميد مقصود.
واعتبر العميد مقصود أن مبايعة فصائل "النصرة" لتنظيم "داعش" في بلدة طفس هو مخطط إسرائيلي بديل، يهدف إلى أن تكون هذه الفصائل مركز استقطاب لبقية الإرهابيين في تنظيم "داعش" للانخراط تحت لوائها ومبايعتها، بما يمكنها من الدخول في اتفاق "الترحيل نحو الشمال السوري، بعدما أغلق كل من الأردن وإسرائيل الحدود بوجه هذه الفصائل خوفا من التدهور الأمني الذي سيلحق بهما، مع تقدم الجيش السوري وحصارها عند الحدود، وهذا إن دل فهو يدل على مدى قلق إسرائيل التي اعترفت وسلمت بنصر سوريا وبانهيار الارهاب وتسعى لتوقف العمليات العسكرية عند خطوط فصل الاشتباك، معتبرا أن اسرائيل هي الخاسر الأكبر بدحر الإرهاب من الجنوب السوري بعد فشل مشاريعها الرامية لتشكيل حزام عازل أومنطقة عازلة بعمق 30 كيلومتر في الأراضي السورية.
وحول تحرير الجيش السوري لمعبر نصيب الحدودي ومسار العمليات في الجنوب، قال العميد مقصود: لن ينتهي هذا الأسبوع قبل إغلاق صفحة الجنوب السوري، وقبل تحريره بأكمله، وسيفاجأ العالم قريبا بزيارة وزير الخارجية الأردني لسوريا للتباحث حول اعادة فتح المعبر بين البلدين، وإعادة تأهيل ما خربه الإرهاب من بنى تحتية وفنية طالت المعبر وطريق دمشق عمان، وقد بدأت الدولة السورية بعد تحرير معبر نصيب مباشرة بإعادة الترميم والتأهيل، لأنه باختصار يمثل شريانا مهما للاقتصادين السوري والأردني.