قال أحمد حمزة، مقرر لجنة حقوق الإنسان في ليبيا إن عشرات المساجد استغلت وما زالت تستغل حتى الآن في العديد من المناطق منها سرت وطرابلس ومسلاكة والخمس التي تبعد عن مصراته 80 كم، وسبها وعين زارة.
وأضاف حمزة "عمليات التجنيد تتم عبر طرق عدة في الداخل الليبي وتختلف من مكان لمكان بحسب درجة السيطرة للتنظيمات على الحيز الجغرافي، وأن عمليات الاستقطاب تستهدف الفئات من 15 إلى 20سنة من الشباب، حيث يتم العمل على الحس الديني لدى هذه الشريحة".
من ناحيته، قال عبد المنعم الزايدي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، إن التنظيمات الإرهابية سيطرت على بعض المدن طوال السنوات الماضية وتمكنت بالفعل من استخدام المساجد في تجنيد الأطفال.
وكشف أن "مدينة أوباري التي تقع في أقصى الجنوب الليبي يوجد بها عشرات الأطفال ضمن معسكرات تنظيم القاعدة التي تسعى لإعادة تنظيم صفوفها مرة أخرى بعدما اضطرت إلى الهرب من درنة وسرت وبعض المناطق التي كانت تتواجد بها".
وتابع "هناك العشرات من الشباب وجدوا في معارك سرت، وفي صبراته، وفي الجنوب الليبي، وأن الخلايا النائمة في طرابلس ومعظم مناطق الجنوب تشكل خطورة كبرى خلال المستقبل خاصة أنهم يعدوهم للعمليات الانتحارية والانتقامية".
على جانب آخر، قال عثمان بركة، منسق فرع الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، إنه "إذا كانت هناك بعض الحالات يمكن أن تكون في المنطقة الوسطى وسرت باعتبارهما مناطق تنشط فيهما عناصر داعش".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن المساجد الآن تسيطر عليها السلفية، وأنها لها علاقة مباشرة مع الدعاة في السعودية ومصر، حيث تسيطر على معظم المناطق في غرب ليبيا، وأنه على الرغم من الخطورة التي تشكلها الجماعة السلفية على الدولة المدنية إلا أنها أقل خطورة من التنظيمات الإرهابية أو جماعة "الإخوان المسلمون".
وخسرت التنظيمات الإرهابية أهم معاقلها في ليبيا على مدار السنوات الماضية في كل من سرت وبني غازي ودرنة التي حررت مؤخرا، فيما تتبقى بعض المناطق في الوسط الليبي والجنوب الذي يقع خارج نطاق السيطرة الأمنية في الوقت الراهن.
وحسب مصادر فضلت عدم ذكر اسمها أكدت أن العديد من الأسر في درنة وسرت وبني غازي وكذلك طرابلس خسرت ابناءها بسبب تجنيدهم من المساجد، وأن بعض العوائل تمنع أطفالها من الذهاب إلى المسجد خوفا عليهم من عمليات التجنيد.