الأكاديمي القطري، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، الدكتور علي الهيل، قال إن دول الخليج الأن منقسمة إلى محورين، المحور الأول هو "السعودية والإمارات والبحرين"، والمحور الثاني هو "قطر والكويت وعمان"، ولكن من قبل كان مجلس التعاون الخليجي متماسكا، وطرحت فكرة الدينار الموحد عليه بالفعل.
واعتبر الهيل أن الأمر ما يزال في إطار الأحلام حتى الآن، ولكن الواضح أنه لن يحصل شيء، مؤكدا أن الشعوب الخليجية لديها هذا الحلم وتتمناه، وهذا على المستوى الشعبي، حيث تتوق الشعوب إلى الدينار الخليجي الموحد وتراه أفضل لها، كما تتوق إلى إلغاء جوازات السفر فيما بينها.
ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور علي الهيل، إلى أنه "رغم أن هذا ما تتمناه الشعوب الخليجية، إلا أن ما حدث منذ 1981 في مجلس التعاون الخليجي حتى الأن هو لحماية الأنظمة الخليجية وليس لحماية الشعوب".
وعن الجانب الاقتصادي حال إعادة طرح فكرة "الدينار الخليجي الموحد"، قال "إذا تم الإجماع على هذا الأمر، فإن الاقتصاد الخليجي سيتحسن بنسبة 30% على الأقل، لأن نتيجة تغيير العملات الخليجية المختلفة، سواء الريال السعودي أو الدينار الكويتي أو الدرهم الإماراتي أو الريال العماني، إلى عملات أخرى، تفقد الأمراض الخليجية الكثير من قيمها الأساسية".
وأكد الهيل أن دولة قطر، مع جناحها الذي يضم الكويت وسلطنة عمان، ترى أن هناك ضرورة لتكون هناك عملة خليجية موحدة، ولكن الأزمة الخليجية نسفت كافة الأحلام والطموحات لتحقيق خطوة مثل هذه، خاصة أن الكويت وعمان سبق أن هددتا بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي إذا لم تحل الأزمة بشكل سياسي، طرحته الكويت.
ولفت المحلل السياسي القطري، إلى أن دول الخليج ليست جميعها مرتبطة بشكل كامل بالدولار، فالدينار الكويتي ليست مرتبطا بالدولار على سبيل المثال، حيث استطاعت الكويت اشتباكها وارتباطها بالدولار، أما دول الخليج الأخرى فقد أصبحت أسيرة للدولار.
وفي المقابل، قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق، الدكتور محمد آل زلفة، إنه كانت هناك خطوات تقدم فيها مجلس التعاون، بما فيها فكرة الدينار الخليجي الموحد، ولكن — للأسف- كانت هناك آراء مختلفة لبعض المكونات داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وحول مكان البنك المركزي وأين سيكون.
وأوضح البرلماني السعودي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الأن أصبح من خلال التعامل اليومي، يتداول الريال السعودي في الإمارات بشكل عادي، وهناك سلة عملات خليجية يتم التعامل بها دون أزمات أو مشكلات بشكل يومي.
وأردف "لولا قطر، ومن يقفون حجر عثرة في سبيل تطوير أي مفهوم خليجي، فقد كانت الكويت تعتبر نفسها دولة ديمقراطية، ولكن بعد غزوها من جانب صدام حسين أدركت أنها ليس لها سوى خليجها وبدأت تراجع بعض الأمور، والأن تدعي قطر أنها قوة عظمى وتريد فرض رأيها من خلال ما وراء مجلس التعاون، من خلال احتضانها للإخوان المسلمين، وكذلك تحالفها مع إيران، التي تعتبر عدوة الخليج الأولى".
وشدد على أن الإمارات والسعودية، هما الركيزتان الأساسيتان في تحقيق كيان خليجي قوي موحد عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، ولكن المشكلة الأن هي قطر، فهي ظاهرة صوتية ليس لها عمق ولا تاريخ ولا مشروع سياسي، ولن تستطيع تحقيق شيء إلا إذا وضعت يدها في يد السعودية والإمارات وباقي دول الخليج.
وعن القوة "المحتملة" للدينار الخليجي الموحد، قال "عندما تتوفر كافة المقومات، يمكن أن يكون هناك دينار خليجي، موضحا أن "اليورو" كمثال، بعض الدول الأوروبية تحاول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مثل بريطانيا وهولندا، وبالتالي لا يستطيع اليورو أن ينافس الدولار".