لكن اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف في قصر بعبدا وما تبعه من خطوات وتداعيات، طرح العديد من الهواجس من أمكانية أن يتعطل مسار التأليف لفترة طويلة وقد تكون شائكة على الحياة السياسية في لبنان.
ويؤكد المصدر: "أن الدول الإقليمية المتصارعة تفضل التريث في تشكيل الحكومة اللبنانية وإضافة الورقة اللبنانية إلى دفتر الشروط والتفاوض عند حل المسائل الكبرى كأزمة اليمن وسوريا، وبالتالي سيبقى التعطيل سيد الموقف على صعيد تأليف الحكومة وقد تطول هذه الفترة إلى أشهر عدة، وهذا ما يبدو جليا من خلال ما تسمى بالعقد المسيحية أو الدرزية التي تحول دون تشكيل الحكومة، وكافة القوى السياسية تعرف تمام المعرفة أنه بمجرد أن تضغط أية دولة إقليمية مؤثرة على الساحة اللبنانية بهدف تسهيل التشكيل فإن كل القوى السياسية ستبدي استعداداها لتقديم تنازلات من حصصها الوزارية".
تجدر الإشارة الى أن الأزمة الحكومية في لبنان شهدت خلال الأيام الماضية حملات اتهامات متبادلة ما بين جمهوري تيار المستقبل والتيار الوطني وذلك بعد الخلاف الذي نشب حول مسألة الصلاحيات والأدوار المنوطة لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في عملية التشكيل، لا سيما بعد البيان الرئاسي الأخير الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية والذي أبدى فيه رئيس الجمهورية تحفظاته على توزيع الحصص الوزارية وهو الأمر الذي رفضته أوساط الرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين الذين ردوا في بيان عن أن الدستور اللبناني واضح في مسألة إعطاء رئيس الحكومة المكلف كامل الصلاحيات في تشكيل حكومته ومن ثم عرضها على رئيس الجمهورية بهدف التوقيع عليها.
كما تطور الخلاف القائم ما بين الجمهورين الأزرق والبرتقالي إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت حفلات اشتباك كلامي متبادلة لم يتوان خلالها عدد من النواب عن المشاركة فيها لا سيما النائب عن التيار الوطني الحر زياد أسود والذي غرد على موقع "تويتر" منتقدا الحريري بطريقة دفعت مؤيدي رئيس الحريري للرد عليه بقساوة.