عمان- سبوتنيك. وقال الرنتاوي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك": "في السابق كانت تستخدم قصة اللجوء لابتزاز النظام وحلفاؤه، وللإشارة على الطابع الكارثي لهذه الحرب، وتحديد مسؤولية هذا الجانب للنظام. الآن تستخدم قضية اللاجئين من أجل الضغط السياسي على النظام".
ويشرح الرنتاوي: "لا توجد عودة ولا حلول إلا الأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الأمريكية في الحل النهائي للأمة السورية، ويتضمن هذا إعلان الدول السبع، المجموعة المصغرة من أصدقاء سوريا، فالآن الأمر اختلف، وأنا أعتقد أن هنالك توجه دولي من قبل خصوم روسيا وسوريا وإيران بشكل خاص باستخدام ورقة اللاجئين مثل ورقة إعادة الإعمار بشكل أو بآخر لتحقيق أغراض سياسية لها علاقة بتحديد مكاسب لم تتمكن الأطراف من تحقيقها في ميادين القتال، من ضمن هذه الأوراق تستخدم ورقة اللاجئين اليوم، [بل إنها] تستخدم في كثافة".
وعند سعي وكالة "سبوتنيك" للتواصل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للحصول على أرقام العائدين السوريين مؤخرا إلى سوريا، تم الرد بأنه لا يوجد تصريح بهذا الخصوص. وعند السعي للتواصل مع مديرية شؤون اللاجئين التابعة لوزارة الداخلية الأردنية، لم تتمكن الوكالة من تلق أي رد. لكن في الشهور الماضية، وتحديدا قبل قيام الجيش العربي السوري من تحرير الجنوب السوري، كان من السهل الحصول على أعداد اللاجئين السوريين العائدين إلى وطنهم إذ أعلن سؤول شؤون اللاجئين السوريين في الأردن أحمد الكفاوين في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" في شهر أبريل/نيسان الماضي إن عدد اللاجئين السوريين العائدين طوعاً إلى وطنهم "منذ الأول من كانون الثاني/يناير 2017 وحتى اليوم 22 نيسان/أبريل 2018 بلغ حوالي 15 ألف لاجئ.
والسؤال على ما سبق: ما أبرز المكتسبات التي يمكن أن تحققها الولايات المتحدة وحلفائها بالضغط عبر ورقة اللاجئين؟ ويجيب الرنتاوي بأنه "شروط الحل النهائي، إذا قرأت شروط الحل النهائي كما ارتسمت في بيان مجموع [الدول] السبعة، عملياً هي صك إذعان بالنسبة لسوريا وحلفائها"، ويشرح الرنتاوي أن الورقة تتضمن "إخراج ايران من المنطقة وحلفائها، فك ارتباط سوريا وإيران، الرئيس بلا صلاحيات، نقل الصلاحيات لرئيس وزراء منتخب، هنالك الكثير من البنود التي لا يمكن فهمها في الحقيقة إلا بوصفها محاولة لتحقيق عبر الحل السياسي ما فشلوا في تحقيقه عبر المواجهة الميدانية".
واختتم، يوم الجمعة الماضية بمدينة جنيف السويسرية، اجتماع تشاوري حول الملف السوري بمشاركة مسؤولين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن والسعودية، فضلا عن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.
ويستبعد الرنتاوي أن تكسب الولايات المتحدة وحلفائها تلك المناورة لكنهم وعلى حد تعبير الرنتاوي "يطرحون الحد الأقصى، للحصول على الحد الأدنى، مثل أي عملية تفاوضية في هذا المعنى".
أما ما يخص الموقف الأردني يرى الرنتاوي أنه "ليس لدى الأردن موقف خاص في هذا الاتجاه ولكنه محكوم بتحالفاته أيضا".
ويضيف الرنتاوي: "الموقف الأردني أوضح من الموقف الأوروبي، أوروبا لديها كابوس هجرة، ومع ذلك لا نشعر بأي حماس أوروبي لعودة اللاجئين والسبب أنهم يريدون استخدام هذه الورقة، مثل ورقة إعادة الإعمار مثل كافة الأوراق السابقة لتحسين شروط العملية السياسية، التي تتطلع إليها الولايات المتحدة والأطراف الدولية المختلفة في هذا المجال، وعدم تمكين روسيا وإيران وحلفاؤهم من تحقيق نصر واضح في الأزمة السورية، فأعتقد أننا ذاهبون في هذا الاتجاه".