نفذ صبر موسكو من العربدة والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية واستهداف مواقع الجيش السوري الذي تدعمه روسيا في محاربة الإرهاب العالمي، وجاء إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" قبالة السواحل السورية بسبب العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية ومنطقة ليست بعيدة عن القاعدة الجوية الروسية "حميميم"، فكان لا بد لروسيا إلا وأن تتخذ قرارا حاسما وترد على إسرائيل وكل الدول التي تفكر بتنفيذ اعتداءات على الأراضي السورية، فاتخذ الرئيس فلادمير بوتين قراره بتزويد الجيش السوري بمنظومة "إس-300" التي ستحمي الأجواء السورية من الاعتداءات إن كان بالصواريخ أو بالطائرات.
وكان بوتين أجرى اجتماعا مع أعضاء مجلس الأمن القومي وبحث معهم الوضع في سوريا، وخلال الاجتماع أبلغ وزير الدفاع الحاضرين بتسليم منظومات "إس-300" وغيرها من المعدات العسكرية المخصصة إلى سوريا بغية تعزيز أمن العسكريين الروس في هذا البلد والدفاع عن الأجواء السورية أمام أي اعتداء جوي من قبل إسرائيل أو دول أخرى سبق ونفذت اعتداءات على مواقع الجيش السوري والبنية التحتية السورية والتي كانت تصب في صالح الجماعات الإرهابية ودعمها، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قرار بتزويد سوريا بمنظومة الصواريخ "إس-300" الدفاعية إثر تحطم طائرة الاستطلاع الروسية "إيل-20" في سوريا يوم 17 سبتمبر الماضي.
وكشف شويغو أن روسيا سلمت لسوريا 49 قطعة من المعدات العسكرية في إطار توريد "إس-300"، مبينا أن تلك المعدات شملت آليات القيادة و4 منصات إطلاق وغيرها.
وأضاف شويغو أن الجانب الروسي أكمل عملية التسليم، مضيفا أن العسكريين الروس بدؤوا تدريب الخبراء السوريين على استخدام أنظمة "إس-300" المستوردة وسيكملون التدريبات خلال 3 أشهر.
وبعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا سلمت الجيش الروسي منظومة "إس-300"، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي وفي أول تعليق له على وصول "إس-300" إلى يد الجيش السوري، قال أفيغدور ليبرمان في تصريح إذاعي: "لا أستطيع القول إننا راضون عن وجود "إس-300" في سوريا. لكن بالنسبة لنا هذا الموضوع لا يقبل أي خيار آخر. لا مجال هنا للتهرب من اتخاذ القرارات وإسرائيل لا يمكنها الاستغناء عن مواصلة عملياتها العسكرية هناك."
يقول الخبير العسكري رضا أحمد شريقي:
يجب التنويه إلى أن الكيان الإسرائيلي ليس عدوا لسوريا وللأمة العربية فحسب، بل ويشكل القاعدة المتقدمة للمعسكر الغربي الغربي بشكل عام وللولايات المتحدة بشكل خاص، وسلاح الجو الإسرائيلي هو اليد الطولى لهذا المعسكر الغربي الامبريالي الذي يستهدف منطقتنا باستمرار، ولا شك أن إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" هو مؤامرة، وهذا ما جعل الرئيس بوتين يصر على التحقيق، لأن كل ما جرى كان بقيادة الولايت المتحدة، وما تقوم به إسرائيل ليس موجها ضد سوريا فحسب، إنما تتصرف ضد الأصدقاء الروس المتواجدين في سوريا على وجه الخصوص والمحور الذي يواجه الولايات المتحدة بشكل عام، لذلك تم تسليم "إس-300" إضافة إلى نشر تقنيات عسكرية أخرى تتعلق بعملية التشويش الالكتروني، وهذا كله يصب في خانة الدفاع عن أجواء الوطن السوري وعن تواجد روسيا في المنطقة، وأي خرق للأجواء السورية سيكون الطرف الروسي بالمرصاد له، ومجموعات "إس-300" التي تم تسليمها لسوريا ربما لا تكون كافية، ولكن القوات الجوية-الفضائية الروسية المتواجدة على الأراضي السورية يمكن أن تغطي الثغرات المتبقية فيما إذا تعرضت سوريا لعدوان.
بينما قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف حول فيما إذا حاولت إسرائيل تنفيذ عدوان على سوريا:
ربما تواصل إسرائيل اعتداءاتها على سوريا، لكن يجب أن تفهم أن مظومات "إس-300" الجديدة بانتظارها وستصطدم معها، ولا بد من التذكير أن سوريا أسقطت طائرة إسرائيلية في شهر شباط\فبراير بواسطة منظومة "إس-200"، والآن وبعد أن تسلمت سوريا منظومة "إس-300" زادت قدرات الدفاعات الجوية السورية، فلذلك يمكن أن القول: أهلا وسهلا في الأجواء السورية، فالسوريون أصبحوا قادرين على حماية أنفسهم من الغارات الإسرائيلية التي هي خارج القوانين الدولية ونطاق الأمم المتحدة، ولكن الآن الأوضاع تغيرت بشكل نوعي، فعلى الأقل الخطوات الروسية الجديدة ستشكل صعوبات كبيرة في وجه الجانب الإسرائيلي، لأن الحديث يدور ليس فقط عن تسليم منظومة "إس-300" إلى سوريا، بل ونشر رادارات خاصة للتشويش في البحر المتوسط ، وكذلك سيتم نشر منظومة أوتوماتيكية يتحكم بها خبراء الدفاع الجوي السوري، وكل يأتي ضمن ثلاث خطوات اتخذتها روسيا بعد إسقاط الطائرة الروسية "ايل20" نتيجة العدوان الإسرائيلي، وباختصار يمكن القول: أهلا بكم يا إسرائيليون في الأجواء السورية وسوريا جاهزة لحماية نفسها.
فيما أردف الخبير العسكري رضا أحمد شريقي: بعد استلمت سوريا منظومات "إس-300" تغيرت قواعد الاشتباك واللعبة العسكرية بشكل عام اختلفت، خاصة وأن الجيش السوري مصمم على الرد على أي عدوان بدون العودة إلى القيادات العليا، وكذلك اتخذ الروس قرارا حاسما بالرد على أي عدوان تتعرض له الأراضي السورية، لأن قواعد الاشتباك قد اختلفت، فإمكانيات الجيش السوري أصبحت أكبر وأقوى إن كان في الجو أو في الأرض، والرد سيكون وفقا للظروف المتاحة، فأي اعتداء سيتم الرد عليه جوابيا، بضربة مماثلة ورادعة، وهذا الخيار تم اتخاذه من القيادة العليا للجيش السوري، ويمكن أن تسقط الصواريخ السورية الطائرات فوق الأراضي الإسرائيلية أو في الأجواء اللبنانية أو فوق البحر، وسيكون الرد على قدر الاعتداء.
بينما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إن خطوات أخرى تحدث عنها وزير الدفاع الروسي ستتبع تسليم منظومة "إس-300" إلى سوريا.
وأشار فيرشينين إلى أن "إس-300" ستوفر مستوى نوعيا جديدا من الدفاع الجوي لسوريا، قائلا: "بالفعل، تم تسليم منظومات الدفاع الجوي "إس-300"، التي ستوفر مستوى نوعيا جديدا من الدفاع الجوي، وسيتم اتخاذ المزيد من الخطوات، التي تحدث عنها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو".
وأضاف: "هذا، بالطبع، سيغير الوضع على الأرض".
اقرأ أيضا: توقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا منذ سقوط الطائرة الروسية… هل تنفذ إسرائيل وعودها
نذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية علقت على تسليم موسكو أنظمة "إس-300" للدفاع الجوي الروسية لسوريا، واعتبرته "تصعيدا خطيرا"، متمنية لو لم يحدث.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت قالت خلال مؤتمر صحفي لها: "لم أطلع على هذا النبأ، وليس بوسعي التأكيد ما إذا كان صحيحا. وآمل بأنهم لم يقوموا بذلك، لأنه من شأنه أن يكون نوعا من تصعيد خطير، نظرا للقضايا القائمة في سوريا".
لا شك أن الدعم الروسي للجيش السوري بالأسلحة الحديثة ولا سيما منظومات الدفاع الجوية "إس-300" ستزعج الأعداء، ولن تترك لهم مجالا واسعا للتحرك في الأجواء السورية وضرب مواقع الجيش السوري، ولا بد من استخدام هذه الصواريخ في حال انتهكت الطائرات أو الصواريخ المعادية للأجواء السورية، وإلا ستبقى هذه المنظومات بدون تأثير، ولكن حسب كل التصريحات الروسية أن السوريين سيتخدمونها عند الحاجة، وهي بانتظار الطائرات والصواريخ المعادية.
إعداد وتقديم: نزار بوش