ويجسد هاردي في أحداث الفيلم الجديد دور المحقق التلفزيوني "إيدي بروك"، المحب لقيادة الدراجات النارية، والذي تنقلب حياته رأسا على عقب، عندما يغزو جسده كائن فضائي غريب ولزج، ما يجعلة يتحول إلى الوحش الخارق والمخيف "فينوم"، الذي يتمتع بقوة هائلة، وكذلك عداونية شديدة تجاه البشر.
ويشكل جسد "بروك" مضيفا مثاليا بالنسبة لـ "فينوم"، فيصبحان على توافق تام، وتشبه علاقتهما محرك الدمى بالدمية نفسها، على غرار الرواية الأدبية الكلاسيكية "دكتور جيكل ومستر هايد"، التي تتحدث عن طبيب يتسم بالعقلانية، يتحول في المساء إلى شخص منفر وجامح ويرتكب العديد من جرائم القتل.
وعندما يتحول "إيدي بروك" إلى "فينوم"، يصبح في هيئة ذلك الوحش الأسود المخيف، ذو العينين البيضاوتين الواسعتين، والأسنان الحادة، واللسان الطويل الأشبه بالحية، ولكن هذا لا يمنع من اتسامه في بعض المشاهد خفة ظل، خاصة عندما لا يكون جائعا، وغير مهتم بالتغدي على أدمغة البشر، إذ يسدي النصائح بشأن العلاقات الغرامية.
يذكر أن هذا ليس هو أول ظهور لشخصية "فينوم" على شاشة السينما؛ إذ سبق وأن ظهرت للمرة الأولى في الجزء الثالث من أفلام "الرجل العنكبوت"، من إنتاج 2007، ولكن برواية أخرى مرتبطة ببذلة "سبايدر مان".
الفيلم الجديد من إخراج، روبن فليتشر، في أولى تجاريه في عالم إنتاجات شركة "سوني" لأفلام "مارفل"، وهو صاحب أفلام ناجحة مثل "Zombieland" و"Gangster Squad"، ولكن ما يجعل "فينوم" حالة من "الصخب"، هو أنه عبارة عن فوضى غير متناسقة من أنماط التمثيل والمؤثرات البصرية، ولكن عزفه على "فصام الشخصية" يمنحه نوعا من الجاذبية الخاصة للمشاهدين، إذ يصبحون في حالة انقسام بين الوقوع في حبه والتعاطف معه أو كرهه والتصدي له، وهذا يتوقف على طبيعة المشاهد نفسه.
قدم توم هاردي من خلال شخصية "فينوم" أداء أكثر تعقيدا وانفتاحية، خاصة بعدما شاهدناه في تحولات سابقة، وهو متخفيا في أقنعة بأفلام، مثل "The Dark Knight Rises" و" Mad Max: Fury Road"، ولكن تعبيراته في هذا الفيلم أكثر وضوحا، خاصة عندما مشاهد تحوله للوحش الأسود المخيف.
ووفقا لمجلة "فارايتي" الأمريكية، فإن فيلم "فينوم" أحرز بداية قوية في عطلة نهاية الأسبوع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بإيرادات تصل إلى 80 مليون دولار من 4 آلاف و250 صالة سينما في أمريكا الشمالية فقط.
وتمكن الفيلم من التفوق لى افتتاحية فيلم "Gravity"، خلال أكتوبر لعام 2013، والذي حقق 55.7 ملايين دولار، وهو من بطولة ساندرا بولوك.