وأضاف، خلال كلمته بالاحتفالية التي اقيمت بدار الأوبرا المصرية أن العلاقات بين مصر وروسبا وصلت للدرجات الأعلى في الوقت الراهن وهو ما يطرح العديد من الأسئلة بشأن وصول العلاقات لهذه النقطة، وما إن كان اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي للمرة التاسعة مصادفة أم له مسببات أخرى ؟ وأن التساؤل الثاني يتعلق بمصادفة الاحتفال بالذكرى الـ 75 لإقامة العلاقة المصرية الروسية، وكذلك التوقيع على الوثيقة الأهم على الإطلاق والمتعلقة باتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين؟، والتي وضعت قاعدة راسخة لتنمية العلاقات في المستقبل.
وتابع، أن هذه الاسئلة لاحت بذهنه أثناء انتظار ظهور كل من الرئيسين في قمة سوتشي حيث كان التساؤل المطروح هو كيف ستكون كلمة كل منهما، وأن الكلمتين افتتحا بالإثناء وتبادل التهاني بشأن الذكرى 75 لإقامة العلاقات وركزا على تعزيز أوجه التعاون الشامل بين البلدين.
واستطرد، بأن الإجابة على هذه الأسئلة تتمثل في الاختيار التاريخي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل 5 سنوات من الآن، حيث أنه اختار روسيا كشريك استراتيجي إلى أبد، وأن هذا الاختيار لم يكن عفويا أو مصادفة، وإنما كان عن دراية ورغبة حقيقية على كافة المستويات، خاصة وأن الشارع المصري يثق بدرجة كبير في أن روسيا الاتحادية هي حليف قوي وصديق منذ فترة كبيرة للشعب المصري.
وشدد في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك" أن العلاقات بين مصر وروسيا ستشهد المزيد من التعاون في كافة المجالات، وأن البند الأول في مسألة التعاون يتعلق بضرورة مكافحة الإرهاب، والعمل وفق استراتيجية مشتركة على هذا النحو، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تعد أحد البؤر المتوترة إزاء جماعات الإرهاب المنتشرة بها.
وقال أن العمل سويا يهدف إلى الاستفادة المشتركة وأن العام 2020الذي أعلنه الرئيسان "عام ثقافي" في البلدين يهدف إلى وصول الثقافة الروسية إلى كافة ربوع مصر وكذلك وصول الثقافة المصرية إلى كافة أنحاء روسيا، وأن كل من شعوب البلدين محب للثقافة الأخرى.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامتها الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، مساء الاثنين 29 أكتوبر/ تشرين الأول، بدار الأوبرا المصرية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحضور عدد من المسؤولين بوزارة الثقافة المصرية والسفير الروسي في مصر سيرغي كيربيتشنكو.
وللمرة الثانية تقيم الجمعية احتفالية بمناسبة العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية حيث أقامتها قبل 5 سنوات في الذكرى الـ70.
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي تعود إلى تاريخ 26 أغسطس 1943، وكانت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي.