ساهمت الزيارة بعقد لقاءات مكثفة على الصعيد السياسي والتجاري أسهمت في إنشاء صندوق استثماري مشترك بقيمة 10 مليار دولار، والاستثمار في9 قطاعات مهمة.
من جانه أكد الخبير الاقتصادي السعودي سالم الدوسري، أن نتائج لقاء الزعيمين السعودي والروسي في روسيا من العام الماضي 2017، كان مثمرا وبناءً ونتج عنه لقاءات اقتصادية استثمارية بين البلدين أخرها مشاركة أكثر من 30 شخصا من رجال الأعمال،
ورؤساء الشركات، والشخصيات العامة الروسية، برئاسة كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار "دافوس الصحراء" الشهر الماضي، وسبقه عدة لقاءات من ضمنها: أول منتدى بين البلدين أقيم في روسيا على
هامش الزيارة الرسمية للملك سلمان إلى روسيا الاتحادية، منتدى أعمال الاستثمار السعودي الروسي تحت عنوان "الاستثمار نحو بناء شراكة قوية"، نظمه الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية والمجلس السعودي الروسي المشترك.
وبين الدوسري خلال حديثة لـ"سبوتنيك" أن اللقاء الثاني كان اجتماع اللجنة الحكومية السعودية الروسية المشتركة، في الرياض 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، لبحث علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين وآليات تطويرها، بمشاركة وزير التجارة والاستثمار السعودي
الدكتور ماجد القصبي، ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودي المهندس إبراهيم العمر، إضافة إلى مشاركة عدد من الشركات السعودية والروسية التي تمثل العديد من القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في أجندة التعاون
الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى أن اللقاء لقي عرض الفرص الاستثمارية من كلا الجانبين، وآخر عن التعاون بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي ونظيره الروسي، وعرضت فيه الهيئة العامة للاستثمار مقومات البيئة الاستثمارية في المملكة.
وتابع الخبير الاقتصادي السعودي، أن اللقاء الثالث كان زيارة وفد أعمال روسي رفيع المستوى، برئاسة رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي، ورئيس الجانب الروسي في مجلس الأعمال المشترك، ورئيس مجلس إدارة الشركة المالية القابضة "سيستيما" الدكتور
فلاديمير يفتوشينكوف، مدينة الرياض في 12 ديسمبر/كانون الأول 2017، ولقائه رئيس مجلس الأعمال السعودي الروسي الدكتور عبدالرحمن الزامل وعدد من أصحاب الأعمال السعوديين بمقر مجلس الغرف السعودية لبحث التطورات الاقتصادية بالمملكة، وآفاق
وفرص التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين، وأوضح الخبير الاقتصادي أن أصحاب الأعمال السعوديين شاركوا في قمة قازان روسيا والعالم الإسلامي في 12-7مايو/أيار 2018، وأجرى خلال الزيارة لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال في الجانبين أسفرت
عن تعزيز العلاقات السعودية الروسية، وتنفيذ توصيات اللجنة المشتركة السعودية الروسية بالمشاركة في الفعاليات والمعارض في البلدين.
وأضاف الدوسري أن أصحاب الأعمال السعوديين شاركوا في منتدى "سانت بطرسبورغ الاقتصادي"24-26مايو/ أيار2018، لإيجاد فرص استثمارية بين الجانبين، وتبادل الآراء والمعلومات حول الفرص الاستثمارية في البلدين، إضافة إلى فتح قنوات تعامل تجارية
جديدة بين الشركات السعودية والروسية، ونقل التقنيات الجديدة من روسيا.
وأشار الدوسري إلى أن العلاقات القوية بين المملكة وروسيا تحتم البحث عن الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وبخاصة في القطاعات والمنتجات غير النفطية، منوها إلى أن ما تشهده المملكة من حراك اقتصادي غير مسبوق والتطور المضطرد
في بيئتها الاستثمارية، وما تطرحه "رؤية 2030 "من فرص واعدة، فضلاً عن التوجهات الحديثة للاقتصاد الروسي يمكن أن تشكل فرصا كبيرة لنمو المشروعات بين الجانبين، وتعزيز الشراكة التجارية السعودية الروسية يحقق تطلعات قيادتي البلدين ومصلحة الشعبين.
وأكد الدوسري أن القيادتين السياسيتين ساهما في دفع تطور العلاقات الاقتصادية الروسية السعودية، وقال: "لقاء الذي جمع الملك سلمان والرئيس الروسي بوتين، نتج عنه لقاءات مكثفة أسهمت في التعاون لمستوى كبير من الشراكة والمشاريع الاستثمارية المشتركة، زاد
حجم التبادل التجاري إلى مستوى الطموحات والتطلعات".
وفي السياق ذاته أكد رجل الأعمال السعودي خالد العلي، أن قوة العلاقة بين البلدين في الآونة الأخيرة على كافة الأصعدة عقيب لقاء العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الروسي بوتين في روسيا، ظهر جليا في حجم التبادل التجاري السعودي الروسي، الذي يتجاوز
10مليار دولار، والعزم القوي في زيادة المصالح المشتركة في القطاع النفطي، علاوة على توقيع 9 صفقات استثمارية بين روسيا والسعودية بقيمة مليار دولار في قطاعات مختلفة، تشمل البنية التحتية والبتروكيماويات وقطاعات أخرى، وإطلاق صندوقا استثماريا
مشتركا بقيمة10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مختلفة.
وبين العلي أن السعودية وروسيا بينهما تبادل تجاري في كثير من القطاعات من بينها: تصدير السعودية إلى روسيا البلاستيك ومصنوعاته، وتستورد من روسيا مواد زراعية وغذائية بنحو 245 مليون دولار، ومنتجات كيميائية بقيمة 45.5 مليون دولار.
وعلى الصعيد السياسي والأمني يرى الخبير الأمني السعودي، أن القمة السعودية الروسية التي جمعت القائدان خلال زيارة الملك سلمان لروسيا 2017عززت العلاقات، وأسست شراكة في مكافحة التطرف، وبث روح التسامح.
وقال الخبير الأمني سعيد بن هليل في حديثه لـ "سبوتنيك" إن زيارة الملك سلمان إلى موسكو عكست نجاح الدبلوماسية السعودية في تنويع علاقاتها مع الجميع، وحياكة نسيج شراكة استراتيجية وفق مصالح مشتركة، مشيرا إلى أن العلاقة السعودية وروسيا أدت إلى
توازنات إقليمية ودولية، وأرست استقرار المنطقة والعالم.
