وتجري هذه الاستعدادات بالرغم من أن معظم الخبراء والمحللين الإستراتيجيين يستبعدون وقوع مواجهات جديدة في سوريا على المستويين الإقليمي والعالمي، وهذا ما يصرح به أصلا القادة العسكريون والمسؤولون السياسيون في هذه البلدان، ومع ذلك نرى أن الأوضاع في سورية ما زالت في حالة توتر عال ومتصاعدة بسبب سلوكيات القوى الداعمة للحرب على سورية وعلى وجه الخصوص التركي والأمريكي وعلى خلفية تشكيل ما يسمى بحلف الناتو العربي.
— ماهي الخطة العسكرية الجديدة التي تتبعها القيادة السورية في المرحلة القادمة ؟
— هل يتحضر الجيش السوري فعليا لإجراء عمليات عسكرية واسعة في إدلب تمتد فيما بعد إلى شمال وشمال شرق سورية ؟
— أين قضية الجولان السوري المحتل من هذه المتغيرات وهل من بوادر حقيقية لإسترداده إلى الدولة السورية سواء بالحرب أم بالسلم من خلال دور روسي محوري فيها ؟
— هل إنتهت فعلياً الحروب الكبرى في سورية، وكيف يرى الخبراء العسكريون ملامح المرحلة القادمة في الميدان السوري ؟
حول الخطة العسكرية الجديدة التي تتبعها القيادة السورية في المرحلة القادمة يقول الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء الدكتور محمد عباس:
"في الحقيقة الأزمة فرصة، ولا شك أنه بعد هذه الحرب الطويلة على مدى 7 سنوات ضد أدوات الأمريكي في المنطقة وضد الجيوش البديلة الأمريكية التي لا تزال تقاتل الدولة السورية لا شك أننا أمام متغيرات وشروط جديدة وواقع جديد سواء كان من حيث التنظيم أو التسليح، ومن حيث العقيدة القتالية والأدوات والقدرات القتالية ومنظومات التدريبب والبنى التحتية، هذه كلها متغيرات أعتتقد أنها ستكون إيجابية بنتيجة الدراسة ومعرفة نقاط الضعف وتحويلها إلى نقاط قوة، وأيضا إلتقاط نقاط القوة وتكريسها وتعزيز هذه النقاط بما يخدم الهدف الاستراتيجي لوجود القوات المسلحة السورية، والهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة السورية وهو ضمان حماية وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وضمان سلامة كل مواطن سوري وخاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية التي هدفت إلى تدمير الدولة ومؤسساتها، عملت على تدمير المجتمع وتدمير الجيوش العربية على مدى ال20 سنة الأخيرة، ولكن فشل الأمريكي لذا أدخلو الجيوش البديلة".
"بدا واضحا أن الدولة السورية تمتلك من عناصر القوة والقدرة الشاملة للدولة ما يمنحها القوة اللازمة للحفاظ على سيادتها وأن تطلق هذه السيادة والهوية الوطنية والقومية لتحقيق أهدافها الإستراتيبجية، والهدف الإستراتيجي للدولة السورية كما ذكرنا هو المحافظة على المواطن السوري وحمايته وإستعادة الوعي والهوية الوطنية، وإستعادة الثقافة الوطنية التي حاولت الجيوش الإرهابية البديلة القضاء عليها، لذا نرى أن تحصين المواطن السوري هو من أهم أهداف الدولة السورية، وكذلك الأمر تعزيز قدرات القوات المسلحة السورية بحيث تكون قادرة على مواجهات التحديات الراهنة والمستقبلية".
بخصوص قضية الجولان السوري المحتل في ظل هذه المتغيرات وعن بوادر إسترداده وإعادته إلى الدولة السورية سواء بالحرب أم بالسلم من خلال دور روسي محوري فيها، يقول اللواء عباس:
"أهلنا وأبناؤنا وثوارنا الأشاوس في الجولان السوري المحتل عبروا بوضوح عن هويتهم الوطنية السورية ورفضهم للإحتلال وممارسات الكيان الصهيوني، هذا مؤشر، والمؤشر الثاني، يكمن في أن الدولة السورية متمسكة بسيادتها ولن تتخلى عن الجولان المحتل.
أما بخصوص الدور الروسي، أعتقد هنا أن لروسيا دوراً إيجابياً فاعلاً في مسألة إستقرار المنطقة وإنطلاقها نحو ما يمكن أن نسميه الإطمئنان وإستقرار المنطقة بشكل كامل، وهذا يعني أن الدولة السورية تستطيع أن تكون عاملاً إيجابياً في فرض مسألة إستعادة الجولان السوري المحتل، وعلى الكيان الصهيوني الإنسحاب من الأراضي المحتلة، والنقطة الثانية، نحن نعلم تماماً أن الجغرافيا السورية والأرض السورية ليست موضع مساومة وسورية لن تتنازل عن سيادتها وعن حقها، وأبناءنا في الجولان المحتل متمسكون بهويتهم الوطنية، إذاً الدولة السورية سوف تستعيد الجولان سواء كان من خلال التفاوض أو من خلال الدور الروسي الصديق، وإن لم يكن فالقوات المسلحة السورية والشعب السوري لن يتنازلوا عن سيادتها بالقوة المسلحة أو بالنضال والمقاومة الوطنية الشعبية المشروعة للشعب السوري".
"إعادة هيكلة القوات المسلحة السورية حالياً أمر طبيعي، ويمكن الحديث عنه، نحن اليوم نواجه متغيرات كبيرة، المتغيرات الأساسية تكمن في طبيعة السلاح وبطبيعة التسلح، وأيضاً بطبيعة ونوع العنصرالذي سوف يستخدم هذا السلاح، بمعنى أوضح سلاح "إس-300" يحتاج إلى تقانات وإلى قدرات عقلية وذهنية وتدريبة عالية ومواصفات خاصة، ولدينا أيضاً الكثير من الوسائط عندما نعمل في البيئة الرقمية، ولدينا المتطلبات التي تحتاج مواجهة أنواع معينة من الجنود الأعداء، هذا النوع الذي نسميه بالجيوش البديلة، وربما يكون العنصر الأكثر أهمية هنا هو الصراع ضد الجيوش البديلة من خلال التحصين المجتمعي، ومن خلال إحتضان المجتمع للجيش، وتعاون المجتمع والجيش، وتعاون القوات المسلحة مع كل المكونات الوطنية وإعتبار كل مواطن سوري جنديا وعنصر أمن، وهو مستهدف، بمعنى أوضح الدولة تقود الحرب بكل مكوناتها وأطيافها وألوانها ومؤسساتها، بينما الصراع المسلح تقوده الدولة السورية، ونحن اليوم نخطط لإستخدام القدرة الشاملة للدولة وزج كل الطاقات بما يؤمن صمود الدولة السورية وتعزيز ثباتها للمرحلة القادمة".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم/ نواف إبراهيم