أفادت القناة العاشرة العبرية، مساء اليوم الخميس، بأن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، وصف قضية "الملف 3000"، المعروفة أيضا باسم "قضية الغواصات"، بأنها "قضية صعبة وجدية، وينبغي إجراء فحص واتخاذ قرارات فيها"، خاصة وأن المتورطين المركزيين في القضية، هم من أكثر المقربين من نتنياهو نفسه.
لائحة اتهام
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم، الخميس، أنها أنهت التحقيق في قضية "قضية الغواصات"، التي استوردتها إسرائيل من ألمانيا. وحسب بيان الشرطة، فإنها بلورت قاعدة أدلة، تشمل شبهات بتلقي الرشوة والوساطة لتقديم رشوة، وأوصت بتقديم لوائح اتهام ضد مجموعة من المسؤولين المشتبهين بالضلوع في القضية، وبينهم نائب رئيس مجلس الأمن القومي، في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أفريئيل بار يوسف، والعميد شاي بروش، وقائد سلاح البحرية الأسبق، إليعازر ماروم، والمحامي دافيد شيمرون، وهو محامي نتنياهو وقريبه، والوزير الأسبق إليعازر زاندبرغ، ودافيد شيران.
قدس الأقداس
وقالت الشرطة في بيانها إنها لم تعثر على أدلة ضد المحامي، يتسحاق مولخو، وهو أيضا محامي نتنياهو ومبعوثه الخاص السابق. ويشار إلى أن مولخو هو شريك شيمرون في مكتب محاماه كبير.
وتوالت ردود الفعل من جانب السياسيين الإسرائيليين في أعقاب إعلان الشرطة عن توصياتها بتقديم لوائح اتهام ضد المشتبهين.
إدانة نتنياهو
وأضاف لبيد أن "نتنياهو مدين للجمهور بتفسير. ماذا لم يعرف أيضا؟ كيف حدث أن الذين من حوله جنوا أرباحا بعشرات الملايين، ومن تحت الطاولة، وفق الشبهات في صفقة سلاح حساسة، أدارها هو بشكل شخصي؟ كيف يمكن أنه لم يعلم، ولماذا صادق على بيع غواصات متطورة إلى مصر، فيما تم إخفاء الأمر عن وزير الدفاع (يعالون) وعن وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي؟ هل حدث كل هذا من دون أن يعلم نتنياهو ماذا يحدث في مكتبه. إنه ليس مؤهلا للاستمرار في منصبه".
وعقب عضو الكنيست من الحزب نفسه "يش عتيد"، عوفير شيلح، العضو في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، مشيرا إلى حقيقة أن عددا من الضالعين في قضية الفساد الكبرى هذه مقربون من نتنياهو. وقال إنه "إذا يكن نتنياهو يعلم فإن هذا خطير جدا. وإذا لم يعلم فهذا خطير أكبر".
استقالة فورية
ورد حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، بأن "محاولات اليسار إلصاق قضية الغواصات برئيس الحكومة، نتنياهو، تحطمت على أرض الواقع. إننا نعزي لبيد وغباي الذين خاب أملهما هذه المرة أيضا، بتغيير رئيس الحكومة، بواسطة اتهامات كاذبة".
غواصات دولفين
في وقت طالبت، تسيفي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة، وزعيمة المعارضة الحالية، نتنياهو، بالاستقالة الفورية، مدعية أن نتنياهو سواء علم بقضية الغواصات أو لم يعلم، فهو مدان، خاصة وأنها تتعلق بالأمن القومي لإسرائيل، وبالتالي على نتنياهو أن ينهي عملهن كرئيس للوزراء في تل أبيب.
يذكر أن "قضية الغواصات" تتعلق بشراء 3 غواصات ألمانية، من طراز "دولفين"، القادرة على حمل صواريخ نووية، إضافة إلى 6 غواصات من هذا الطراز اشترتها إسرائيل، في الماضي.
ويبلغ سعر الغواصات الألمانية الثلاث الجديدة 1.3 مليار دولار، حيث تسعى إسرائيل لاستبدال أسطولها القديم الذي يتضمن غواصات من طراز "دولفين" أيضًا بدأت بتشغيلها عام 1999، بحلول عام 2027.
أزمات ألمانية
واعتبر منتقدو الصفقة من الإسرائيليين أنه يمكن شراء غواصات مماثلة من دول أخرى، مثل فرنسا، بتكلفة أقل وأكثر تطورًا، وأن حوض بناء السفن في ألمانيا يعاني من أزمات اقتصادية، وبحاجة إلى صفقات جديدة.
ورغم أن الحكومة الإسرائيلية صادقت على صفقة الغواصات الثلاث، إلا أنه يوجد غموض حيال حاجة سلاح البحرية الإسرائيلية إليها، وأن هذا السلاح لم يطلب شراء الغواصات الثلاث الأخيرة.
قضايا فساد نتنياهو
وتحوم الشبهات حول دفع الشركة التي تمثل "تيسينكروب" الألمانية في إسرائيل للصفقة الأخيرة؛ من أجل جني أرباح كبيرة بصورة، غير مشروعة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد شرعت بالتحقيق قبل نحو عامين في هذه القضية، وسبق لها أن أوصت في شهر فبراير/شباط الماضي، بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في قضيتي فساد.
وما تزال تحقيقات الشرطة مستمرة مع نتنياهو، ولكن دون أن يقرر المستشار القانوني للحكومة، أفيخاي مندلبليت، ما إذا كان سيقدم لائحة اتهام ضده أو لا.