وأضاف حمدان، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، الذي يسيطر على نحو 70% من مدن وقرى محافظة إدلب، يمارس مزيدا من الاستفزازات ضد الجيش السوري، الذي يلتزم بحقه في الرد، ولكنه يلتزم أيضا باتفاق مناطق وقف التصعيد، ولكن هذا الالتزام لن يدوم إلى الأبد.
وأوضح الخبير العسكري السوري، أن قوات الجيش العربي السوري تتصدى بكل قوة لأي هجوم خاطف بالمقاتلين أو بالصواريخ على مناطق نفوذه، وقادرة على ردع التنظيمات الإرهابية التي تنفذ أي هجوم، وتكبيدها خسائر كبيرة، ولكن هذا الوضع الدفاعي لا يجب أن يستمر إلى الأبد، ولا بد من خطوة إلى الأمام، تمهيدا لاسترداد إدلب من الإرهابيين.
ولفت العميد مرعي حمدان إلى أهمية إدراك الروس والأتراك الكامل لأبعاد وأهداف رفض تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، في بيان رسمي أصدره في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، للاتفاق الموقع في سوتشي والخاص بالمناطق منزوعة السلاح ومناطق خفض التصعيد، لأن هذا الرفض يعني توجيه السلاح لكلا الدولتين بجانب الجيش السوري مباشرة.
وتابع "عندما نتحدث هنا، فنحن نتحدث في الشأن العسكري، ولكن الشأن السياسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع العسكري والحربي الذي نتناوله، خاصة أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي أعلن أنه سوف يحرص على (الجهاد) ضد الجيشين السوري والروسي، أي أنه لم يعد هناك مجال للاتفاق حول هدنة أو نزع سلاح، القضاء على جبهة النصرة أصبح حتميا".
وتصدى الجيش السوري، أمس السبت لهجوم شنته مجموعة من مقاتلي تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي شمال حماة، حيث تمكنت قوات الجيش من قتل 5 من المهاجمين، وأصابت عددا آخر منهم، في مقابل مقتل ضابط واحد من قوات الجيش العربي السوري.
وقال مراسل "سبوتنيك" إن قوات الجيش تمكنت صباح أمس، من إحباط محاولة تسلل على محور زلين —الزلاقيات، شمال حماة وسط سوريا، نفذها مسلحون ينتمون لفصيل "جيش العزة" أحد أبرز مكونات "هيئة تحرير الشام" التي يتخذها تنظيم "جبهة النصرة" (المحظور في روسيا)، واجهة له.
ونقل المراسل عن مصدر عسكري، إن وحدات من الجيش السوري خاضت اشتباكات عنيفة على جبهة زلين — الزلاقيات بعد محاولة المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة بمحيط بلدة اللطامنة شمال حماة التسلل باتجاه نقاطها.
وكشف المصدر عن أن الاشتباكات التي استمرت لنحو 3 ساعات أسفرت عن "استشهاد أحد ضباط الجيش السوري"، مؤكدا عدم حصول أي تغيير في خارطة السيطرة بتلك المنطقة، في حين كبد الجيش المجموعات الإرهابية المهاجمة 5 قتلى وإصابة آخرين.
وتنتشر في ريف حماة الشمالي عدة فصائل مبايعة لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) الإرهابية ومن أبرزها "جيش العزة" الذي يسيطر على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والزكاة والأربعين، والذي يضم في صفوفه مقاتلين من الصين والشيشان وأوزبكستان ينتشرون شمال غربي سوريا، وخاصة في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب والمناطق المحيطة به.