وفي وقت سابق من أمس الجمعة، شارك عشرات الآلاف من المصلين في الحرم المكي والمسجد النبوي في المدينة المنورة، مسقط رأس خاشقجي، في أداء صلاة الغائب على الفقيد رغم أن الإمامين لم يذكراه بالاسم.
وتحت الأمطار في إسطنبول استمع معزون لآيات من القرآن، فيما نعى أصدقاء خاشقجي فقيدهم الذي كان يبلغ من العمر 59 عاما وتحول لانتقاد السياسيات السعودية بعد أن كان مقربا من الأسرة الحاكمة.
وتقول السلطات السعودية إن العملية التي أدت لمقتل خاشقجي كانت تهدف لإعادته حيا للمملكة.
ويشير قرار إقامة صلاة الغائب على خاشقجي إلى أن أسرته لا تتوقع استعادة رفاته. ورغم الكثير من المناشدات لم تكشف السلطات السعودية عن مكان الجثة ولم تقل إلا أنها قطعت ونقلت من القنصلية.
وقال صلاح نجل خاشقجي لمحطة (سي.إن.إن) الأسبوع الماضي إنه يريد دفن والده في المدينة مثل باقي أفراد العائلة. وقال صلاح وقتها "إننا فقط بحاجة للتأكد أنه يرقد في سلام".
والتقى صلاح بالملك وولي العهد، في الرياض الشهر الماضي، لتلقي العزاء ثم غادر بعد ذلك إلى واشنطن بعد رفع حظر سفره لكنه عاد بعد ذلك.
حضر العزاء شخصيات بارزة من منطقة الحجاز من بينهم صحفيون سعوديون مخضرمون ومسؤولون سابقون كبار عملوا مع خاشقجي.
كما حضر العديد من رجال الأعمال مثل صالح كامل وأبناؤه، الذين احتجزوا أثناء حملة تطهير شنها العام الماضي الأمير محمد.
كما قدم دبلوماسيون أمريكيون وبريطانيون تعازيهم وحضر رجل دين بارز بدرجة وزارية لكن لم يظهر أثر لأي فرد من الأسرة الحاكمة.
وقدم المعزون لأفراد أسرة الفقيد المواساة بكلمات قليلة وبمصافحات أو عناق فيما تلا أحد أقارب خاشقجي آيات قرآنية من بينها "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
وحسب "رويترز" أيضا تبادل بعض المعزين الحديث عن الواقعة التي خيمت على المشهد السعودي في الأسابيع الستة الماضية.
وقال أحدهم: "لقد تحولت من جريمة إلى مسألة سياسية" فيما ظل الآخر يردد "غير معقول".
ونشرت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي، أول من أمس الخميس، صورة لخاشقجي التقطها لنفسه في المسجد النبوي وكتبت تعليقا عليها يقول "العزيز جمال.. أرقد في سلام. نلتقي في الجنة إن شاء الله". وخديجة هي باحثة تركية وانتظرت خاشقجي خارج القنصلية في إسطنبول لساعات يوم مقتله وهي التي أبلغت السلطات ووسائل الإعلام بأنه لم يخرج أبدا من مقر القنصلية.
والتقى خاشقجي خلال مؤتمر في إسطنبول بخديجة في مايو/ أيار وقررا الزواج بعد فترة وجيزة ودخل إلى القنصلية يوم مقتله ليحصل على وثائق تثبت طلاقه ليتسنى له الزواج بها.
واشترى الاثنان شقة في إسطنبول وكان خاشقجي يعتزم العيش بين إسطنبول وواشنطن التي انتقل إليها قبل 18 شهرا خوفا من الانتقام منه بسبب آرائه السياسية. وكان خاشقجي حاصلا على إقامة في الولايات المتحدة وكان كاتبا لمقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست مما جعله اسما مألوفا لدى الكثير من الساسة الأمريكيين.
وكتب خاشقجي في سبتمبر أيلول 2017 في إشارة لمفكرين ونشطاء ورجال دين اعتقلوا في عهد الأمير محمد "تركت منزلي وأسرتي ووظيفتي ليظل صوتي مسموعا. أي اختيار غير ذلك سيكون خيانة لمن يرزحون في السجن".