عمان — سبوتنيك. يروي شاهين، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، قصة لقائه الأول مع أستاذه عازف العود العربي العراقي نصير شمة في عام 2000 خلال حفل موسيقي بالجامعة الأمريكية في القاهرة، حينها كان شاهين من بين الحضور ولم يكن كما اليوم عازفا إلى جانب أستاذه. يقول شاهين "كانت صدمة حياتي عندما رأيت العود في حفل صولو فقط. في تلك الساعة رأيت مستقبلي أين سيكون".
ويعود شاهين بذاكرته إلى الوراء حينما عاد إلى بيته وهو يفكر بالخطوة التي اتخذها بدون تخطيط، وهو لا يملك عود يليق بالاختبار. وكان عليه أن يقضي إجازة نصف الفصل في عمان، قبل عودته إلى مصر وإجراء الاختبار أمام شمة فيقول "أخبرت خالي بما جرى، وفي عمّان ذهبنا إلى أحد المحال لبيع الأعواد العراقية وكان ثمنا غاليا جدا. وأعجبني عود لكن لم أقتنيه. وفي موعد سفري طلب مني خالي أن يرافقني إلى المطار. وفاجأني بأن قدم لي العود وقسط الدراسة حال وصولنا إلى المطار، وطلب مني أن لا أخبر أهلي بالموضوع لأنهم لن يوافقوا. يبدو أنه تحدث إليهم وأدرك ردة فعلهم".
تبدأ حكاية شاهين مع العود إلى سنوات سابقة للقائه بشمة، إذ أنها بدأت وهو في الرابعة، يقول "اشتريت عود وكنت أخفيه في بيت صديقي، ووالده كان رئيس الجناح العسكري في فتح في عمان. واشتريت العود من مصروفي الشخصي، وحاولت التعلم بمفردي".
ويضيف "كان أهلي يستغربون مني لماذا أقوم بشراء أشرطة كاسيت كلها معزوفات للعود".
وحول عدم رغبة أهله بتعلمه العود يقول "أهلي محافظين. لذا فإن هذه التجربة كانت تحديا بالنسبة لي. أبي كان يدرس في كلية الشريعة، هو أنهى بكالريوس في الاقتصاد لكنه أكمل في تخصص الشريعة، وتفرغ للديانة والتدين"، مبينا أن والدته كانت تخشى على مستقبله، "لكنها الآن سعيدة بي"، وأن والده اليوم "يشجع نوعا ما".
ويعود إلى اختبار القاهرة، فيشير إلى أن شمة سمعه "لمدة خمس دقائق"، ليقول له "وضعك بسيط جدا، وتحتاج الكثير من المعالجات باليد والريشة والجلسة". فعلق شاهين "تقصد أحتاج إعادة تأهيل". ليؤكد له نصير ذلك "كما قلت".
ويضيف علاء "عرفني على أحد تلاميذ بيت العود وكان تلاميذ بيت العود 16 تلميذا في عام 2000".
قام شاهين بإجراءات التسجيل، لكن بشرط، كان معه مدة شهرين ليثبت فيها وجوده، وهنا بدأ مشوار التوفيق بين دراسته الجامعية وعزف العود، وبعد انتهاء مدة الشهرين يقول شاهين "قدمت امتحانا، فعزفت أمام أستاذ نصير فقال لي: لديك مشروع. أهلا وسهلا. ومن هنا بدأ مشواري. وكنت الخريج رقم 7 في بيت العود في مصر".
وما زال شاهين يتذكر حفل تخريجه الذي كان عبارة عن حفل موسيقي فيه لجنة تحكيم؛ إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية الحالية، وعمار الشريعي، وعطية شرارة وألفريد جميل بالإضافة للأستاذ نصير شمة. لا يخف إحساسه بأنه "محظوظ" لأنه كان "في الدفعة الأولى التي تعلمت من نصير شمة مباشرة". ويوضح "الآن أصبح بيت العود في أبو ظبي واليابان وقريبا في ألمانيا وحديثا هنالك في إسبانيا وفي الجزائر".
وأصدر شاهين حتى اليوم ثلاثة ألبومات موسيقية من تأليفه وهي؛ "الطريق إلى القدس"، و"أندلس"، و"بلا حدود"، علاوة على مقطوعاته الفردية التي تصل إلى 55 مقطوعة.