ويثار حديث حول أن أمير قطر تميم بن حمد سيأتي إلى الكويت ثم يذهب برفقة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى السعودية لحضور القمة، لكن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أجاب عن سؤال بشأن ذلك قائلا:
"الحقيقة نحن الآن في مرحلة توزيع الدعوات وبالتالي ليس هناك شيء محدد أو شيء واضح بشأن ما يثار وفيما يتعلق بآلية الحضور. الدعوات سيُستكمل توزيعها ونتمنى بعد أن يُستكمل توزيع الدعوات أن يتحقق الحضور على مستوى عال بمشاركة الجميع في قمة السعودية".
وكان الجار الله قال إن القمة القادمة ستعقد بحضور جميع الدول الخليجية، معربا عن تفاؤله بأن يكون مستوى التمثيل في القمة عاليا بما يجسد حرص قادة مجلس التعاون على الحفاظ بهده التجربة الرائدة، مشيرا إلى انعقادها يحمل بارقة أمل في عودة التماسك الخليجي.
ولفت الجار الله إلى أنه منذ انعقاد القمة الخليجية الأخيرة في الكويت، تعمل الكويت بتوجيهات من الأمير الشيخ صباح الأحمد على وضع الخلاف الخليجي في إطاره، حيث تجتمع اللجان الوزارية في أكثر من مرة وبالتالي نحرص على استمرارية وإبقاء آلية مجلس التعاون موجودة وفاعلة.
يأتي ذلك بعد كلمة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ألقاها بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، قال فيها إن الوضع الحالي لمجلس التعاون الخليجي بالمؤسف في ظل افتقاده القدرة على التأثير.
كما أبدى الوزير تشاؤمه من إمكانية استرداد المجلس لدوره مستقبلا في ظل الوضع الحالي، قائلا: "ما يحدث لمجلس التعاون الخليجي أمر مؤسف لأنه كان أكثر الهياكل استقرارا في المنطقة".
وأضاف الشيخ محمد: "عندما بدأ فرض حصار على قطر تغيرت نظرة المواطنين والمجتمع الدولي تجاه مجلس التعاون، وبيّن ذلك كيف أصبح المجلس أداة غير مؤثرة".
وقال أيضا: "لم نرد بلوغ هذا المستوى من التوتر، الإجراءات التي اتخذت لم تكن ضد الحكومة وإنما ضد الشعب القطري وهي إجراءات غير مسبوقة".
وحول وجود آلية لحل الأزمة الخليجية، أوضح وزير الخارجية أنه "ليس هناك آلية لحل المشكل رغم امتلاكنا ذلك ضمن المجلس.. نحن لا نتقاسم حتى الأمن المشترك، وبتنا نخشى من دولة عضو في المجلس".
وخلص إلى القول: "لا أريد أن أكون متشائما ولكني لا أعتقد أن مجلس التعاون سيسترد دوره في المستقبل. نتمنى أن يعود المجلس كهيكل قوي وأنموذج ناجح للتعاون في العالم العربي، ولكني لست متأكدا أنه في ظل الوضع الحالي يمكن أن نذهب في هذا الاتجاه".
وكانت صحيفة "الآن" الكويتية نقلت عن مصادر دبلوماسية خليجية قبل أيام، قولها إن "الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، سيزور الدوحة لتقديم دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد لحضور القمة الخليجية التي ستعقد في مدينة الدمام السعودي، في التاسع من شهر ديسمبر/كانون الأول.
وقالت المصادر إن الأعمال التحضيرية للقمة ستعقد هذه المرة في سلطنة عمان وسيحضرها وزراء خارجية دول المجلس وليس في الدمام حيث ستعقد القمة من أجل توفير أجواء هادئة تساعد في نجاح القمة.
وفي 5 يونيو/ حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول العربية الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة من المطالب، ضمت 13 بندا، مقابل رفع الإجراءات العقابية عن قطر؛ غير أن الأخيرة رفضت جميع هذه المطالب، واعتبرتها تدخلا في "سيادتها الوطنية".
وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
وتبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين، إلا أنها لم تثمر عن أي تقدم حتى الآن.