وأضاف: مع تزايد عجز قوات (قسد) عن السيطرة على الحراك الشعبي الثائر ضدهم في البلدتين حتى الآن، ذهب قادة التنظيم الكردي إلى حشد المزيد من القوات والمدرعات القادمة من مختلف مناطق انتشارها في شرق الفرات، وإرسالها إلى البلدتين اللتين أعلنتا ثورتهما ضد (قسد والتواجد الأمريكي).
وأشار المراسل إلى معلومات مؤكدة عن انسحاب القوات الأمريكية المنتشرة في الريف الغربي لمدينة الرقة باتجاه مناطق شرق نهر الفرات في مسعى منها لقيادة الصدام المرشح للتصاعد مع العشائر في كلا البلدتين وجوارهما، من الخلف.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد شنت حملة اعتقالات واسعة في بلدتي المنصورة وهنيدة في ريف الرقة الغربي، وذلك بعدما نشرت الآلاف من مقاتليها في البلدتين على خلفية الحراك الكبير الذي شهدته كلا البلدتين قبل أيام حيث ثارت العشائر العربية بوجه الفصائل الكردية وعناصر الدوريات الأمريكيين بعد مقتل شاب وطعن ثلاثة آخرين من العشائر على أيدي مقاتلين أكراد، وحيث هاجم رجال العشائر المقرات الكردية وقاموا بإحراقها وبطرد المقاتلين الأكراد والجنود الأمريكيين الذين أصيبوا بحالة من الفزع والارتباك وانسحبوا إلى خارج البلدتين.
وكان المسؤول الإعلامي في مبادرة "عرين الوطن" السورية طه علي محمود قال لـ "سبوتنيك" أمس: إن مقاتلي قسد قاموا بمداهمة أكثر من 600 منزل في بلدتي هنيدة، إلا أن أهالي البلدة هبوا رجالا وشبانا ونساء واطفالا في وجه القوات الكردية ووقفوا بوجه عشرات سيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات الدوشكا وهاجموا القوات الكردية بالحجارة والعصي ومنعوها من اعتقال أي من أهالي البلدة، فيما بادرت القوات المدججة بالسلاح بإطلاق النار فوق الأهالي دون أن تنجح في إخافتهم، لافتا إلى أن شابا في العقد الثالث من العمر تعرض لطلق ناري في كتفه، ولكن في النهاية تمكن الأهالي من إحباط حملة الاعتقالات وطرد قوات قسد التي ضربت طوقا أمنيا لمحاصرة قرى هنيدة والمنصورة والصفصاف بعد انسحابها منها.