انتصارات الجيش السوري
ولا بد من الإشارة إلى أن وحدات وتشكيلات الجيش أبلت بلاء حسنا في مواجهة المجموعات الإرهابية وعتاة الإرهابيين الدوليين، واستطاع الجندي السوري، خلال سنوات الحرب على سوريا، تدمير وقتل وتهجير مجاميع الإرهابيين من مناطق كثيرة على امتداد الجغرافية السورية.
وبعد أن تقلصت أعداد جبهات القتال التي كان الجيش السوري مشغولا فيها على امتداد الجغرافية، وبدأت ملامح الانتصار على الإرهاب الدولي في سوريا، سارعت القيادة السورية ممثلة بالرئيس الأسد في إصدار العديد من القرارات الخاصة بتخفيف أعداد المقاتلين في صفوف المجندين والاحتياطيين كي يعودوا، بعد أن قدموا الكثير من حياتهم ووقتهم في سبيل وطنهم، لممارسة الحياة المدنية الطبيعية والعودة إلى مزاولة أشغالهم كما كان عليه الحال قبل الحرب على البلاد.
المستفيدون من العفو يقاتلون مع الجيش
وفي الوقت ذاته أكد الملتحقون المستفيدون من مرسوم العفو لوكالة "سبوتنيك" عزمهم "على مساندة الجيش العربي السوري في القضاء على ما تبقى من فلول الإرهاب، مثمنين مكرمة الرئيس الأسد والتسهيلات الكبيرة التي تلقوها لتسهيل التحاقهم بوحداتهم العسكرية، داعين جميع الشباب المتخلفين عن خدمة العلم، والفارين منها، للمبادرة والانضمام لصفوف حماة الأرض والعرض رجال الجيش العربي السوري".
ومع بداية العام الجديد 2019، تتابعت القرارات الصادرة عن الجيش والقوات المسلحة السورية في تسريح دورات العسكريين الذين تم الاحتفاظ بهم لسنوات عديدة خلال الحرب.
وانتشر نهاية العام الماضي مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه الرئيس السوري بين حشود للمواطنين في محافظة طرطوس.
إقرأ أيضا: فيديو وصور… آلاف الفارين السابقين يلتحقون بالجيش ويشكرون الأسد على "العفو"
وتوجهت إحدى السيدات إلى الأسد بسؤال وهو معرفة موعد بدء تسريح آلاف العسكريين من الخدمة العسكرية، فأجابها على الفور: "قريبا أول كم يوم بالسنة الجديدة مو مطولين".
قرارات أثلجت قلوب السوريين
وبالفعل، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بعد ذلك وخلال الأسابيع الماضية العديد من القرارات في هذا الخصوص، أحدها أمرا إداريا يقضي بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط وصف الضباط والأفراد والاحتياط المدني ممن بلغ عمرهم 42 سنة، عدا الأطباء البشريين.
وقبل أيام أيضا، أصدرت قيادة الجيش العربي السوري أمرا إداريا بتسريح كل العسكريين الملتحقين من صف الضباط والأفراد من مواليد 1981 وما قبل، ويستبعد الاحتياطيين المدعوين "غير الملتحقين" من نفس المواليد، بالإضافة إلى إنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط المحتفظ بهم والاحتياطيين من حملة شهادة الدكتوراه، ويعتبر ساريا من تاريخ 15 شباط/ فبراير الجاري.
ولم يخلو أي قرار من هذا النوع من مظاهر الفرح والسعادة في أوساط واسعة في المجتمع السوري من شباب وأهالي كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عودة أبناءهم إليهم وممارسة حياتهم الطبيعية.
والجدير ذكره أن القرارات المتتابعة لتسريح دفعات من العسكريين تأتي نتيجة التحاق عدد كبير من المكلفين والمطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية وانضمامهم للجيش السوري وخاصة بعد تحرير الجيش السوري لعدد كبير من المناطق.
وتؤكد الأوساط الرسمية والشعبية السورية أن الحرب على سوريا باتت شبه منتهية ومحسومة لصالح الجيش السوري بعد القضاء على الحشود الكبرى للإرهاب، ولم يتبق سوى الشيء اليسير الذي لن يكون مستحيلا على الجيش الذي تمرس مع حلفائه في صد كبرى المنظمات الإرهابية الدولية في تاريخ العصر الحديث.