واعتبر المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي ألكسندر ويندرستن، أن ما يحدث من تجاذب يعد "مسألة ثنائية" بين دولتين لا يمكن لبروكسل التدخل فيه، وفقا لوكالة آكي الإيطالية.
وكانت فرنسا قد استدعت سفيرها من إيطاليا للتشاور، بعد أن قام نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، بزيارة ممثلين عن محتجي السترات الصفراء في فرنسا، ما يضاف إلى سلسلة تصريحات أطلقها وزير الداخلية ماثيو سالفيني، ضد الرئيس إيمانويل ماكرون.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن تصرفات بعض الساسة الإيطاليين تلقي بظلال من الشك حول نوايا روما بشأن مستقبل العلاقات مع فرنسا.
ولا يعد التوتر بين باريس وروما جديدا، إذ سبق لمسؤولين من الطرفين أن تبادلا الانتقادات على خلفية ملفات مثل الهجرة والحركات الاحتجاجية. ودعت المفوضية الاوروبية على لسان أحد مسؤوليها في تصريحات سابقة إلى "الحوار الهادئ" بين الطرفين.
ومن جانب آخر، نفى المتحدث باسم المفوضية أن يكون غياب رئيسها جان كلود يونكر، عن جلسة البرلمان الثلاثاء القادم والتي سيتحدث فيها رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي حول مستقبل أوروبا، إشارة على موقف "سلبي" من بروكسل ضد روما.
وأشار وتندرستن، إلى أن غياب يونكر عن جلسة المناقشة المذكورة يتعلق بانشغاله وازدحام جدول أعماله، "فلا يمكن تحميل هذا الأمر معان آخرى"، كما قال.
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، العلاقات بين روما وباريس بـ"القوية التي توحدنا منذ عقود"، مقللا من شأن التصعيد السياسي الراهن بين قادة الائتلاف الثنائي الإيطالي الحاكم والحكومة الفرنسية، التي استدعت سفيرها لدى إيطاليا غداة لقاء جمع نائب رئيس الوزراء، لويجي دي مايو، بإحدى ضواحي باريس، بممثلين لحركة "السترات الصفراء" المناهضة للرئيس إيمانويل ماكرون.
وقال رئيس الدبلوماسية الإيطالية، في تصريح للصحفيين من مونتفيديو، حيث يشارك في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول فنزويلا، إن "الدفاع عن مصالحنا ووجهات نظرنا، وكذلك الجدل السياسي حول الانتخابات القادمة للبرلمان الأوروبي، لا يمكن ولن يؤثر على العلاقات القوية التي توحدنا منذ عقود".
وكان نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويجي دي مايو، دافع عن لقائه في باريس بقادة في حركة "السترات الصفراء".
وقال دي مايو، الرئيس السياسي لحركة خمس نجوم، الطرف الثاني في الائتلاف الحاكم: "لست نادما، فاللقاء كان مشروعا تماما. لدي الحق في الحوار مع القوى السياسية الأخرى التي تمثل الشعب الفرنسي، وأنا مؤيد للمشروع الأوروبي"، بحسب وكالة "آكي" الإيطالية.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، إلى التمييز بين المبادرات الحزبية لطرفي الائتلاف الحاكم في بلاده وبين مبادرات حكومته، في إشارة إلى استدعاء فرنسا لسفيرها لدى إيطاليا للتشاور احتجاجا على لقاء جمع نائب رئيس الوزراء، الرئيس السياسي لحركة خمس نجوم، لويجي دي مايو، بضاحية في باريس، بقادة في حركة "السترات الصفراء"، وفقا للوكالة.
وقال كونتي إن "هناك مبادرات تخص الأحزاب السياسية، كتلك مع السترات الصفراء. لقد تصرف دي مايو كزعيم سياسي لحركة خمس نجوم".
وأردف "مع فرنسا هناك نقاش حول الهجرة والتعاون من أجل التنمية مع أفريقيا، حيث من المشروع فتح نقاش في هذا الصدد، ليس على المستوى الوطني أو حتى الثنائي حصراً، بل أيضاً على المستوى الأوروبي".