وفي ظل المحاولات الأمريكية تمرير الصفقة، يجتمع الفرقاء الفلسطينيون في موسكو برعاية الخارجية الروسية، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن وضع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مقلق، وحذر لافروف من سعي الإدارة الأمريكية إلى فرض حلول أحادية الجانب، مشيرا إلى أنها تحاول منذ أكثر من عامين، طرح وصفة جديدة تعرف بـ "صفقة القرن"، وهي التي ستعصف بكل ما سبق من قرارات، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبها رفضت الفصائل المجتمعة في موسكو الخطة الأمريكية، كما أكدت تمسكها بالوساطة المصرية في الملفات الفلسطينية المتعددة، وأن الدور الروسي مكمل لها وليس بديلا عنها.
وقال د. إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية وعضو الحزب الديموقراطي، إن
"الانقسام الفلسطيني ساهم في إضعاف موقفهم ما أدى إلى تحالف اليمين الإسرائيلي مع اليمين الأمريكي الاعتقاد بأن بإمكانهم الضغط على الفلسطينيين وفرض أمر الواقع عليهم".
وأوضح أن "موضوع صفقة القرن مبهم وهو مقصود كي تقول إسرائيل وتفعل ما تريد وأن يزيد الضغط على الفلسطينيين". وأشار إلى أن "قوة الفلسطينيين مستمدة من قوة العرب وتوحدهم فإذا وقفت إلى جانبهم يستطيعون تحقيق تقدم في المفاوضات".
وأشار إلى أن "روسيا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وإقناع إسرائيل نحو موقف أكثر إيجابية تجاه الدولة الفلسطينية".
وقال عبدالباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم، إن "روسيا تستطيع أن تكون هي الحكم العاقل والمقبول بين جميع الأطراف الفلسطينية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية يقوم على أساس الشرعية الدولية فهي لم تكن دولة مستعمر على الإطلاق ووقفت مع القضية الفلسطينية منذ بدايتها".
وذكر إن "واشنطن جمعت ستين دولة في مؤتمر وارسو لكن التمثيل فيه منخفض جدا متسائلا كيف يمكن حل مشكلة أو أزمة لا يوجد ممثلين عنها في المؤتمر من خلال عدم مشاركة فلسطين".
وأضاف أن "واشنطن لم تعد وسيطا ملائما للسلام لأنها تبالغ وتفرض حصار على الكثير من الدول وتدعم إقامة المستوطنات والتذويب الإسرائيلي للقضية الفلسطينية".