قال مسؤولون قريبون من مفاوضات السلام الأفغانية لوكالة "رويترز"، إن مسؤولين أمريكيين وآخرين من "طالبان" بدأوا اليوم الثلاثاء أرفع محادثات وأكثرها تفصيلا إلى الآن حول انسحاب القوات الأجنبية ومكافحة الإرهاب وذلك لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.
وتعتبر المحادثات التي انطلقت يوم الاثنين في الدوحة على غداء للتعارف بين ممثلي الطرفين المتحاربين الأكثر مدعاة للتفاؤل إلى الآن بعد أن انضم إليها لأول مرة الزعيم السياسي المعين حديثا لطالبان عبد الغني برادار والذي وصل إلى العاصمة القطرية من باكستان بطريق الجو.
وقالت المصادر القريبة من المحادثات إن الجانبين يتوقان إلى جدول زمني وتحديد احتياجات إتمام انسحاب للقوات وكذلك ضمانات بأن طالبان لن تستضيف جماعات متشددة في الوقت الذي تقلص فيه الولايات المتحدة وجودها.
وقال أحد المسؤولين "تعرف طالبان أن القوات الأجنبية ملتزمة بالانسحاب لكن تقع علينا مسؤولية التأكد من أن أفغانستان لن تستخدم كقاعدة لشن هجمات إرهابية على الدول الأجنبية".
ويتمركز نحو 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان ضمن قوة لحلف شمال الأطلسي تقودها الولايات المتحدة مهمتها تدريب ومساعدة القوات الأفغانية وتقديم الاستشارات إليها. وتنفذ بعض القوات الأمريكية عمليات لمكافحة الإرهاب.
وقال مسؤول ثان إن مسؤولين عسكريين أمريكيين جاءوا إلى الدوحة للانضمام إلى محادثات هذا الأسبوع مما يثير الآمال في إحراز تقدم بعد أن توصلت الجولة الماضية في يناير/كانون الثاني إلى إطار عمل واسع وبقيت تفاصيل قليلة خاصة بالأبعاد الحساسة لوقف إطلاق النار والانسحاب.
وقال المسؤول الثاني "لدينا جميع الأشخاص المناسبين في القاعة على الجانبين".
وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونغرس هذا الشهر بأنه يعتزم تخفيض القوات الأمريكية في أفغانستان في الوقت الذي تحرز فيه المحادثات مع طالبان تقدما. وقال "الدول العظيمة لا تخوض حروبا لا تنتهي".
وقالت المصادر إن فريق التفاوض الأمريكي بقيادة المبعوث الخاص زلماي خليل زاد يضغط أيضا من أجل أن تقبل طالبان عقد اجتماعات مع حكومة أفغانستان التي تجاهلتها الحركة حتى الآن وأن توافق أيضا على وقف لإطلاق النار قبل هجومها السنوي في الربيع.
وتنظر طالبان إلى الحكومة الأفغانية باعتبارها دمية في يد الولايات المتحدة وترفض إجراء محادثات مباشرة معها.
مخاوف حكومية
يخشى مؤيدو الحكومة الأفغانية أن تتفاوض واشنطن مع طالبان على انسحاب سريع في غيابها تاركة معارضي الحركة في خطر والتراجع عن الإصلاحات مثل تعليم البنات الذي حظرته طالبان.
وتتوق قطر التي استضافت مكتبا سياسيا لطالبان منذ عام 2013 إلى طرح نفسها كمكان انطلاق ووسيط في المحادثات.
وقال مصدر ثالث قريب من المحادثات إن الاجتماع الأول الذي عقد بين خليل زاد وبرادار أمس الاثنين بدا أنه "رسمي ومع ذلك ودي للغاية". وأضاف المصدر أنهما اتفقا على "مناقشة تتجه إلى نتائج".
وزادت الآمال في إحراز تقدم منذ الإفراج عن برادار وهو أحد مؤسسي طالبان من سجن في باكستان العام الماضي ليشارك في المفاوضات.