وقال ستالين وقتذاك، وفقا للرواية الشائعة: "لا أبادل الجندي بالمارشال".
وكان ابن ستالين، ياكوف دجوغاشفيلي، واحدا من المقاتلين الذين تصدوا لقوات ألمانيا النازية التي اعتدت على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة في 22 يونيو/حزيران 1941.
ووفق تلك الرواية فإن الملازم أول ياكوف دجوغاشفيلي وقع في أسر القوات الألمانية الغازية في يوليو/تموز 1941، وقتله أحد حراس معتقل زاكسينهاوزين في 14 أبريل/نيسان 1943.
وتستند هذه الرواية إلى محضرين لاستجواب الأسير ياكوف دجوغاشفيلي ورسالة تُنسب إلى ياكوف دجوغاشفيلي إلى أبيه، وصور فوتوغرافية يظهر فيها ياكوف دجوغاشفيلي وسط الضباط الألمان.
الاختلاق
وثمة شكوك حول صحة تلك الشهادات التي يجب أن تؤكد وقوع ابن الزعيم السوفيتي في أسر القوت الألمانية. أولا، يخلو محضرا استجواب "الأسير" ياكوف دجوغاشفيلي من توقيعه وهو ما يجعل بروتوكول استجواب ياكوف دجوغاشفيلي مجرد حبر على ورق.
ثانيا، خلص الخبراء الذين فحصوا الرسالة المنسوبة إلى ابن ستالين إلى استنتاج أنها لم تكتب بيد ياكوف دجوغاشفيلي.
ثالثا، في ما يخص الصور فقد تم خلال الحرب إثبات أنها مزورة. فمثلا، يظهر ياكوف دجوغاشفيلي في إحدى تلك الصور مرتديا بدلته الرياضية القديمة، ولكن لا يمكن أن تكون تلك البدلة في حوزة ياكوف دجوغاشفيلي الذي غادر بيته متوجها إلى جبهة القتال.
رابعا، لم يتمكن أبواق الدعاية النازية من تقديم فيلم عن الأسير ياكوف دجوغاشفيلي ولا تسجيل لصوته إلى العالم. ولو وقع ياكوف دجوغاشفيلي في الأسر وكشف أنه ابن الزعيم السوفيتي لكانت كل عدسات ألمانيا وحلفائها مسلطة عليه في اليوم التالي.
الحقيقة
ويؤكد كل ذلك حقيقة أن الابن الأكبر لستالين لم يقع في الأسر ولم يكن أسيرا أبدا، فهو قُتل في يوليو 1941 عندما دافع عن وطنه دفاع المستميت.
وذكرت جريدة "ريبورتيور" أن الألمان ادعوا حين عثروا على جثة ياكوف دجوغاشفيلي في ساحة القتال أن ابن ستالين وقع في أسرهم. ومثّل دوره في معتقلات ألمانيا رجل وافق على التعاون معهم، وقتلوه عندما انتفت الحاجة إليه.
ماذا قال ستالين
والأغلب ظنا أن ستالين رفض مبادلة "الجندي بالمارشال" لأنه كان يعرف حقيقة ابنه.
وكان ستالين قد كشف أنه مستعد لبذل الغالي والرخيص من أجل صد العدوان الألماني النازي حين قال لابنه يوم 22 يونيو من عام 1941: "اذهب فحارب".