حذرت قوى المعارضة الجزائرية من مغبة إجراء الانتخابات الرئاسية، واصفة أنها "تمثل خطرا في ظل الظروف الحالية"، في دعوة غير مباشرة إلى تأجيلها.
ونددت قوى المعارضة في ختام اجتماعها في العاصمة، الجزائر، بشأن مشروعها السياسي، بـ"تجاهل السلطة لمطالب الشعب الجزائري"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة.
البيان الختامي لإجتماع #المعارضة_الجزائرية pic.twitter.com/6r6OFDNp5V
— الحدث (@AlHadath) ٧ مارس ٢٠١٩
وأكدت قوى المعارضة الجزائرية رفضها لأي تدخل أجنبي في شؤوننا الداخلية، في ظل تنديدها بكل أشكال التضييق على وسائل الإعلام.
وقد عقد اليوم الخميس أكبر لقاء للمعارضة الجزائرية منذ بداية الحراك، وشارك به ممثلون عن 15 حزبا سياسيا، إضافة إلى 35 شخصية وطنية، و4 تمثيلات نقابية.
وحدة الأمة الجزائرية
وأشار بن فليس إلى أهمية تهيئة المناخ والإطار القانوني، تمهيدا لانتخابات تكون فيها للشعب حرية الاختيار.
وتابع رئيس الوزراء الجزائري الأسبق:
إننا لا بد أن نضمن للجزائر قدر مستطاعنا أن تسير في الطريق الذي يخرجها ظلمات التسلط والنعترية السياسية وإيصال الكلمة إلى الشعب، الذي بوسعه إنقاذ الجزائر من الهموم والمصائب.
من جهتها، طالبت زعيمة "حزب العمال"، لويزة حنون، بإلغاء الانتخابات الرئاسية، داعية الجيش الجزائري إلى الوقوف على الحياد وتأمين البلد.
دعوة للجيش
وقالت المعارضة في بيانها إن "مطلب تأجيل الانتخابات تجاوزه الزمن، الآن نطالب بإلغاء الانتخابات".
وأضافت أن "على الجيش أن يكون محايدا، وإذا كانت الأغلبية رافضة لإجراء الانتخابات في موعدها، فإن على الجيش تأمين البلاد"، مشيرة إلى أن المشكلة في الجزائر تمثل في "عدم فعالية القانون".
ودعت المعارضة "كل المرشحين للانتخابات إلى الانسحاب والانضمام لحراك الشارع"، و"تشكيل لجنة تقوم بمهمة المفاوضات مع السلطة".
وأعربت زعيمة "حزب العمال" لويزة حنون، عن رفضها للمواقف التي صدرت من بعض الدول بخصوص ما يجري في الجزائر قائلة "لا يحق للدولة الفرنسية والإدارة الأمريكية التدخل في الأزمة الجزائرية التي يجب أن تعالج بحلول جزائرية".
اجتماع رابع
وفي 10 فبراير/ شباط الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي قال إنها جاءت تلبية "لمناشدات أنصاره"، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، لكن الأخير دعا سابقا في رسالة للجزائريين إلى "الاستمرارية" لتحقيق التقدم وسط تمسك أنصاره بترشيحه.
ويقول معارضو بوتفليقة إنه لم يعد مؤهلا لرئاسة البلاد بسبب اعتلال صحته، وما قالوا إنه انتشار للفساد وعدم وجود إصلاحات اقتصادية.
ونادرا ما يظهر الرئيس في العلن منذ إصابته بجلطة عام 2013. وظهر بوتفليقة على كرسي متحرك في العاصمة الجزائرية، في أبريل/نيسان من العام الماضي، لكن تشير التقارير إلى أنه موجود حاليا في مستشفى بسويسرا.
سكتة دماغية
وأشارت الصحيفة إلى أن حالة بوتفليقة الصحية لا تزال بحاجة إلى رعاية مستمرة، لأنه يتعرض لخطر دائم على الحياة، بسبب معاناته من مشاكل عصبية وتنفسية متقدمة.
وقالت الصحيفة السويسرية إن الرئيس الجزائري يعاني من تدهور في ردود أفعاله العصبية، رغم أنه لا يعاني من أي ضرر فتاك على المدى القصير، لكنه يعاني من تقدم السن ويكافح من أجل التعافي من آثار السكتة الدماغية التي تعرض لها عام 2013.
لكن عبد الغني زعلان، مدير الحملة الانتخابية للرئيس الجزائري نفى تلك التقارير، مؤكدا أن التصريحات الرسمية الجزائرية حول صحة بوتفليقة مطابقة للواقع.