وقال إسماعيل، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" إن أزمة ما قامت به مكاتب قناتي "العربية" و"الحدث" أنهما علاجتا المسألة بشكل غير متوازن في عملية النقل.
وأشار الناطق باسم الحكومة السودانية في تصريحاته إلى أن "الحكومة اتخذت هذا القرار بسبب عدم التوازن في عملية النقل، لما يشكله هذا من خطورة شديدة على أي دولة وأمنها القومي".
وأردف
"تعرضت الخرطوم مساء أمس الاثنين لهزة معلوماتية كبيرة، حيث نشرت إحدى الوكالات خبرا لا سند له وأذاعته، دون الرجوع إلى الجهات الرسمية وإشراكها من أجل استبيان الحقيقة".
وأوضح وزير الإعلام أن الطريقة التي انتشر بها الخبر، افتقرت للمهنية والحيادية، مضيفا "لم نستبشر خيرا بما يجري، لذلك كان لابد من اتخاذ إجراءات مع الوسائل الإعلامية التي جنحت بعيدا عن التوازن والمهنية".
وأكد إسماعيل، على عمق العلاقات بين السعودية، مشيرا إلى أن "هذا الإجراء، ألا وهو غلق المكاتب أو الوقف، نتخذها مع وسائل إعلامنا الداخلي عندما يكون هناك تجاوز منها".
وقال الناطق باسم الحكومة
"الأمر لا يقتصر على الوكالات أو المؤسسات الإعلامية، بل مع وسائلنا الإعلامية عندما نستشعر أن هناك خلل كبير في مهنيتها، والإجراء الذي تم مع مكاتب قناتي الحدث والعربية في الخرطوم لن يؤثر في العلاقة مع المملكة العربية السعودية".
ولفت إسماعيل إلى أن مشاورات تجرى في وزارة الإعلام للوقوف على حقيقة الأمر، ووضع التقديرات والاتفاق على فترة الغلق أو إجراءات أخرى.
وكان البشير أعلن، يوم 22 فبراير/شباط الماضي، فرض حالة الطوارئ، وحل الحكومة، وأشار إلى أنه انطلاقا من منصة قومية قد بات على مسافة واحدة من كل القوى السياسية.
ويواصل الآلاف اعتصامهم — لليوم الثالث على التوالي — خارج مقر قيادة الجيش الواقع بالقرب من المجمع السكني الذى يعيش فيه الرئيس عمر البشير، في أقوى احتجاجات تشهدها البلاد منذ بدء المظاهرات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتنظم رابطة المهنيين السودانيين، وهي اتحاد للعاملين في مجال الصحة والمحامين، المظاهرات.
ويطالب المعتصمون بتنحي البشير الذى يحكم البلاد منذ نحو 30 عاما. ورفض البشير الاستقالة، قائلا إن على خصومه أن يسعوا للوصول السلطة عن طريق الانتخابات.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تصريحات لوزير الدفاع السوداني قال فيها إن الجيش يقدر أسباب الاحتجاجات، ولكنه لن يسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن يتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني.
وحذر عوض محمد أحمد بن عوف، وهو أيضا النائب الأول للرئيس السوداني عمر البشير، من أن هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الانباء السودانية الرسمية.
وقال في لقاء مع قادة الجيش: "القوات المسلحة تقّدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى".
وأضاف بن عوف أن القوات المسلحة هي "صمام أمان هذا البلد ولن تفرط في أمنه ووحدته وقيادته".
وقتل سبعة أشخاص على الأقل السبت والأحد خلال الاعتصام المتواصل منذ ثلاثة أيام خارج مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم وشخص واحد قتل في دارفور، بحسب بيان لوزارة الداخلية.
وقال وزير الداخلية السوداني بشارة جمعة في بيان إن 15 مدنيا و 42 من قوات الأمن أصيبوا خلال التظاهرات كما ألقي القبض على 2.496 متظاهرا في الخرطوم.
وأكد معتصمون سودانيون تطويقهم بالكامل من جانب قوات الأمن بعد أن تحدوا حظرا فرضته الحكومة على الاعتصام.
وأفاد موقع سودان تريبيون بمقتل جندي ومتظاهر خلال اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين.
والقتيل الأخر هو أستاذ جامعي يبلغ من العمر 55 عاما قتل أيضا إثر إطلاق النار عليه من جانب قوات الأمن جنوب الخرطوم، بحسب سودان تريبيون.
وكان الجيش قد أرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى مقر قيادته في الخرطوم صباح الاثنين حيث نصبت المتاريس في الشوارع المحيطة.
ويشهد السودان، منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، احتجاجات شبه يومية تفجرت في بادئ الأمر بسبب زيادات في الأسعار ونقص في السيولة لكن سرعان ما تطورت إلى احتجاجات ضد حكم البشير القائم منذ 3 عقود.