لابيد، الرجل الثاني في التحالف الوسطي توعد بأن يجعل الحياة جحيما لليكود من موقعه في المعارضة. أما مشاورات تشكيل الحكومة فلاتبدو مهمة عسيرة بالنسبة لنتانياهو. فربما يلجأ إلى الاحزاب الصغيرة بعد الشروط الصعبة التي وضعها زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة رئيس الدفاع المتشدد ووزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل والذي حصل على خمسة مقاعد.
المسؤولون الفلسطينيون أعلنوا أن فوز نتانياهو "نكسة للقضية الفلسطينية" الخاسر الأكبر من هذه الانتخابات. ويقول مساعد للرئيس الفلسطيني إن هناك مخاوف حقيقية من أقدام إسرائيل على مزيد من الإجراءات في الضفة لضم مساحات أكبر من الأراضي والتهام ما بقي من حدود.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصادر في الإدارة الأمريكية أنه سيتم الإعلان عن ما يسمى بـ"صفقة القرن" بعد انتهاء نتنياهو من تشكيل الحكومة الجديدة، ويري مراقبون أنها بدأت بالفعل في خضم الانتخابات بعد اعتراف ترامب بتبعية الجولان المحتل لإسرائيل.
قال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور سمير غطاس:
إن المجتمع الإسرائيلي ينضوي على جملة انقسامات، مشيرا إلى أن اليمين ويمين الوسط انتقل بالكامل إلى اليمين المتطرف ومن المرجح أن يفرز هذا معارضة قوية
وأكد غطاس أن نتانياهو تلقي دعما جدوليا واسعا قبل الانتخابات مشيرا إلى أن دفع فاتورة انتخاباته لدي الولايات المتحدة غير وارد لسبب التوافق التام في رؤي الطرفين وأكد على أن ما قدمه ترامب لنتانياهو في الجولان هو جزء من خريطة ما يسمى "صفقة القرن" التي تهدف إلى تقسيم سوريا، ومن المتوقع أن يتابع نتانياهو سياسة فرض الأمر الواقع في الجولان ربما ببناء مستوطنات جديدة.
واستبعد غطاس اندلاع صراع مباشر مع إيران تعرف إسرائيل أن ثمنه سيكون باهظا حتى لو نجحت في الضربة الأولى كما انها محاطة بحلفاء لإيران قد يستهدفون الشريط الساحلي الضيق الذي تقع بداخلة معظم المصالح الحيوية لإسرائيل.
قال الدكتور أيمن الحنيطي: "إن الانتخابات أظهرت مزاج الشارع الإسرائيلي الذي انقسم إلى معسكرين، كما أظهرت تغير كبير في نظام الحكم حيث يجدد نتانياهو للمرة الخامسة ما يضع إسرائيل في خانة دول العالم الثالث".
واستبعد الحنيطي أن يتحالف نتانياهو مع ليبرمان نظرا للشروط الصعبة وقد يلجأ للأحزاب اليمينية الصغرى يمكن أن يشكل معها ائتلافا مريحا دون أن يخضع للابتزاز كما سيحتفظ بحقيبة الدفاع لنفسة.
وتوقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن يلجأ نتنياهو إلى العودة إلى قانون الحضانة لعام 2005 لضمان حصانة من القضايا التي تلاحقه، كما قد يلجأ إلى تنفيذ أجندة يمينية عبر تغيير التشريعات خاصة مع حصوله على أغلبية مريحة وهو ما قد يؤثر سلبا أيضا على عملية السلام وما تم تسريبة عما يسمى "صفقة القرن".
قال الدكتور سيد عكاشة الخبير في الشؤون الإسرائيلية في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجة: "إن الناخب الإسرائيلي شأنه شأن شعوب الشرق الأوسط يؤيد الحام القوي لذا لم يجدد غضاضة في انتخاب نتانياهو للمرة الخامسة، مشيرا إلى أن احتفاظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بحقيبة الدفاع لا يمثل مشكلة حيث كان نتانياهو يحمل مزيدا من الحقائب في السابق كما أن الائتلاف سيوزع الحقائب، وبالتالي فإن الإبقاء على الائتلاف سيغري أي حزب للانضمام للائتلاف".
إعداد وتقديم: عبدالله حميد