وأجرت وكالة "سبوتنيك"، حوارا مع فريخة، جاء كالتالي…
منذ متى بدأت فكرة إطلاق القمر الصناعي؟ وكيف توصلت إلى هذا الإنجاز الأول من نوعه في تونس؟
في الحقيقة نحن نشتغل على هذا المشروع منذ ثلاث سنوات وبالتحديد منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، وقد تعززت هذه الفكرة خلال ندوة تونس الاستثمار آنذاك. وقد أمضت تونس ممثلة في شركة "تلنات" على هامش الندوة على اتفاقية بقصر قرطاج تتيح لها التعرف على تكنولوجيات الفضاء والأقمار الصناعية في إطار البرنامج الأوربي وأجرينا سلسلة لقاءات مع عدد من الخبرات في مجال الفضاء فضلا عن زيارة إلى مركز "تولوز" للفضاء بفرنسا لتتوج اللقاءات بتنظيم ندوة علمية بتونس في أبريل/ نيسان عام 2018 وقمنا خلالها بإبراز قدرات الكفاءات التونسية على تصميم قمر صناعي تونسي، ليتم فيما بعد الاتصال بشركة روسية واتفقنا معها على تصنيع قمر صناعي تونسي على أن يتم إطلاقه سنة 2020 وسيتم بعد إطلاق هذا القمر إطلاق كوكبة أخرى من الأقمار الصناعية تتضمن 30 قمرا صناعيا وسيتم استغلالها في مجال الاتصال وتدعيم النفاذ للإنترنت وذلك بالشراكة مع عدة دول.
تم اختيار اسم "التحدي 1" لهذا القمر الصناعي. ما هي أسباب اختيار هذا الاسم؟
منذ الاستقلال راهنت تونس على التعليم والتكنولوجيا، وقد ظل مجال الفضاء تحديا بالنسبة لتونس لطالما سعت إلى النفاذ إليه، وسيكون هذا المشروع الأول من نوعه في تاريخ تونس في مجال تكنولوجيات الفضاء.
أين سيتم تصنيع القمر الصناعي وهل ستشرف عليه خبرات من تونس أم من الخارج؟
سيتم تصميم وتصنيع القمر الصناعي في تونس وستشرف على إنجازه خبرات تونسية في مجال الفضاء وتكنولوجيات الاتصال والإلكترونيك إلى جانب الاستعانة ببعض الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج وبالتالي ستكون خبرات تونسية مائة بالمائة.

ما هي الطاقة التشغيلية التي سيوفرها هذا المشروع؟
المشروع سيمكن من توفير طاقة تشغيلية هامة خاصة عند بلوغ مرحلة إطلاق كوكبة تتضمن 30 قمرا صناعيا على اعتبار أنه سيكون مشروعا تكنولوجيا نموذجيا ضخما ويتطلب العديد من الخبرات والكفاءات في مجال تصنيع و تصميم الأقمار الصناعية.
ما هي الكلفة المالية الإجمالية للمشروع وهل تلقيتم دعما من قبل الدولة أم أنكم اختصرتم على الموارد الذاتية للشركة؟
لم نتلق أي دعم مادي من السلطات التونسية وكلفة المشروع في مرحلته الأولى فيما يتعلق بالدراسات والتصورات تقدر ببعض المليارات وقد وقع تمويلها من شركة "تلنات" في نطاق الاستثمار في التكنولوجيا، ولم يتم إلى حد الآن بصفة نهائية تحديد الكلفة الإجمالية النهائية للمشروع.
صرحت في وقت سابق بأن مجموعة "تلنات" ستشرع في تصنيع طائرات دون طيار متعددة الاستخدامات، ما هي تفاصيل هذا المشروع؟ وهو الآن في أي مرحلة؟
وقعت مجموعة "تلنات" العام الماضي على اتفاقية مع شركة FUJI IMVAC اليابانية المختصة في تصنيع الطائرات دون طيار Drones ، وسنشرع بمقتضى هذه الاتفاقية في تصنيع الطائرات دون طيار بداية من سنة 2020 بالاعتماد على مهندسين تونسيين، في حين سيتمثل دور الشركة اليابانية في التكوين ونقل الخبرات في مجال تصنيع هذه الطائرات والمساعدة على تسويقها.
إلى أي مدى تونس قادرة على اكتساح مجال تكنولوجيات الفضاء؟ وما هي أهم الصعوبات والعراقيل التي تواجهها؟
تونس كانت رائدة منذ الاستقلال في مجال منظومة التعليم عموما والتعليم العالي بشكل خاص والسلطات التونسية راهنت على هذا القطاع، ولديها العديد من الكفاءات التي يشهد لها العالم بخبراتها سواء كان ذلك في تونس أو الخارج وهي قادرة على اكتساح مجال تكنولوجيا الفضاء، لكن الاستثمار في هذه المشاريع يتطلب إرساء شراكات واتفاقيات تعاون مع البلدان التي خطت خطوات متقدمة في هذا المجال والعمل على ضرورة الانفتاح على تجارب وخبرات هذه الدول واستغلال الفرص التي تتيحها هذه الشركات بالإضافة إلى أنه وجب على الدولة دعم الاستثمار في هذه المشاريع النموذجية.
أجرى الحوار: مريم قديرة
