العادات والتقاليد الملكية التي تختلف من حضارة لأخرى ومن بيئة لبيئة، جمعت الكثير من الأنظمة الملكية تحت سقف واحد من خلال طرق احتكاكها بالشعب دون مخالفة العرف والتقاليد.
التجربة اليابانية
الإمبراطور الياباني الذي كان ينظر إليه منذ أقل من 100 عام باعتباره إلها في صورة إنسان.
لكن على مدار العقود الثلاثة الماضية، فعل الإمبراطور أكيهيتو كل شيء لإضفاء الطابع الإنساني على نفسه، بحسب مانشرت "سي إن إن".
حيث تزوج من ميتشيكو شودا، ليصبح في وقت لاحق أول إمبراطور ياباني في تاريخ العائلة المالكة الممتد على مدار 1500 عام يتزوج امرأة من خارج الطبقة الأرستقراطية.
ولم ينته الأمر هنا حيث قاما بتربية أولادهما بنفسيهما ودون مساعدة وقاما بتعليمهم على الاعتماد على النفس.
وفي عام 2011، بعد زلازل مدمر وإعصار تسونامي الذي اجتاح البلاد، جلس الإمبراطور وزوجته بملابس غير رسمية إلى جانب الناجين في صالة رياضية، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الأباطرة اليابانيين.
التجربة البريطانية
قالت آريان تشيرنوك، الأستاذة المساعدة في جامعة بوسطن والباحثة في الأنظمة الملكية الأوروبية: "يتعين على العائلات الملكية في جميع أنحاء العالم الانخراط في عملية موازنة دقيقة للغاية بين التقاليد والحداثة.
فإذا انحرفوا بعيدا بطريقة أو بأخرى، سيكونوا عرضة للخطر".
وبحسب تشيرنوك فإن أعضاء العائلة المالكة البريطانية كانوا يحاولون بالفعل الموازنة بين البقاء على صلة بعامة الشعب مع الحفاظ على ما يجعلهم مميزين لعدة قرون.
كانت الملكة فيكتوريا، ملكة إنجلترا التي حكمت من عام 1837 إلى عام 1901، تشعر بالقلق في البداية من أن التقاط صور لها قد يجعلها تبدو متاحة للغاية أمام الجمهور قبل أن تدرك دور ذلك في مساعدتها على التواصل مع الشعب.
في الوقت الحاضر، يعتبر الأمير هاري البالغ من العمر 34 عاما عضو العائلة المالكة الذي يدفع النظام الملكي البريطاني نحو مواكبة العصر، على الرغم من أنه يحاول أيضا إيجاد طريقة للموازنة.
وكان هاري قد صرح لمجلة" Newsweek "الأمريكية في عام 2017: "نحن نشارك في تحديث الملكية البريطانية. ونحن لا نفعل ذلك من أجل أنفسنا، بل من أجل الصالح العام".
وأضاف لاحقا "من الصعب تحقيق الموازنة بين أن تبدو عاديا، وفي نفس الوقت تحافظ على سحر تميز العائلة المالكة".
تجارب سلبية
حيث تعرضت العائلة المالكة الإسبانية لهجوم حاد من الصحف عقب فشلها في تحديث صورتها تماشيا مع المشاعر العامة.
ليتعرض خوان كارلوس، ملك إسبانيا آنذاك، لموجة من الانتقادات في عام 2012 بعد تداول صور له واقفا أمام فيل ميت.
وعلى الرغم من تنازل كارلوس عن العرش في عام 2014، لم تستقم الأمور بالنسبة للعائلة المالكة الإسبانية، حيث سجن صهر الملك فيليب، إيناكي أوردانجارين، بتهمة الاحتيال والتهرب الضريبي في شهر يونيو/ حزيران العام الماضي.