جاء في وثيقة رسمية بتوقيع الدكتور عبد الكريم هاشم، مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي "الحكومة العراقية تدرك أن تواجد القوات التركية على أراضيها يؤثر سلبا على أمن واستقرار البلدين، وهي تسعى إلى إنهاء التواجد التركي على أراضيها بالوسائل الدبلوماسية".
وتأتي المساعي العراقية في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية، أنها كثفت حملتها العسكرية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني "الذي تصنّفه أنقرة تنظيما إرهابيا".
ولتركيا أصلا وجود عسكري في قاعدة بعشيقة، على بعد 25 كيلومترا من مدينة الموصل العراقية، وعزت أنقرة تواجدها إلى الحرب على تنظيم "داعش" "المحظور في روسيا"، بعد أن طالبتها الحكومة العراقية بالانسحاب منها في أكثر من مناسبة.
حول هذا الموضوع قال النائب عن تحالف الفتح، حامد الموسوي:
"إن التدخل التركي جاء بطلب من الحكومة العراقية وذلك إبان احتلال تنظيم "داعش" الإرهابي لثلث مساحة العراق، مضيفا أنه بعد أن تم هزيمة تنظيم داعش، كان قرار الحكومة العراقية الطلب من القوات العسكرية لدولة مثل تركيا بمغادرة الأراضي العراقية.
وأضاف الموسوي:"أن القوات العراقية قادرة على ضبط الأمن على الحدود مع تركيا وبالتالي فلا حاجة لوجود قوات الأخيرة، مؤكدا أنه سيتم تنظيم انسحاب القوات بين حكومة البلدين".
وحول القانون المقدم من البرلمان لإخراج القوات الأجنبية من العراق، أوضح الموسوي أن البرلمان العراقي ترك تشخيص مدى حاجة العراق للقوات الأجنبية لرئيس الوزراء.
من جانبه قال رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، واثق الهاشمي:
"إن ما يربط العراق وتركيا ملف الأمن والاقتصاد، وإن القوات التركية الموجودة في شمال العراق موجودة بدون علم بغداد وذلك بحسب الحكومة العراقية، أما الجانب التركي فيقول إن قواته موجودة بدعوة من مسعود برزاني".
وأشار الهاشمي إلى أن بغداد تسعى الآن لحل هذه المشكلة سلميا عن طريق الحوار، وهناك زيارة قريبة للرئيس التركي لبغداد وبالتالي قد يتم الوصول إلي حل خاصة أن القوة المتبقية في منطقة بعشيقة ليست كبيرة، لافتا إلى أن ملف حزب العمال الكردستاني الذى تعتبره أنقرة إرهابيا يمكن حله بالتعاون بين البلدين.
حول أسباب الصمت العراقي على الوجود التركي علي أراضيها الفترة الماضية قال الهاشمي:"إن هناك أسباب لذلك أولها علاقات السيد مسعود برزاني مع الجانب التركي ،حيث كانت تركيا تستغل هذه الأوضاع وتدخل إلي مناطق في شمال العراق لضرب حزب العمال الكردستاني".
ولفت أوغلو إلى أنه لا توجد ضمانات حتي من قبل الجانب العراقي لنظيره التركي لإقناعه أن الجيش العراقي قادر على مواجهة التحديات الأمنية، متوقعا أن تقدم تركيا ضمانات لتواجد قواتها في العراق ورؤية أمنية وسياسية، وأن تشارك أنقرة في ملف الاستخبارات العراقية.
وأعرب أوغلو عن اعتقاده أن القضية ليست فقط بين العراق وتركيا، ولكن هناك تدخلات خارجية وضغوط علي الحكومة العراقية لتحقيق مكاسب سياسية سواء من بعض دول الاتحاد الأوروبي أو من إيران أو من الولايات المتحدة التي تستخدم العراق للضغط على تركيا.
إعداد وتقديم: دعاء ثابت