نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المسؤولين قولهم إن تقارير استخبارية محددة بشكل غير معتاد حول تهديدات إيرانية جديدة للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط أثارت طلب القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة للحصول على مساعدة إضافية كرادع ضد "العدوان المحتمل" المزعوم.
المعلومات الاستخبارية التي ظهرت أواخر الأسبوع الماضي، أشارت إلى أن إيران تعتزم استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا، لتنظيم هجمات في مضيق باب المندب بالقرب من اليمن من خلال وكلاء محليين، وربما شن هجمات في الخليج مع طائرات مسلحة دون طيار، بحسب كلام المسؤولون الأمريكيين للصحيفة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إن واشنطن رصدت نشاطا يشير إلى تصعيد من جانب إيران، لكنه لم يكشف طبيعة هذا النشاط.
ولم يتضح ما إذا كانت الاستعدادات الإيرانية خططا طارئة في حالة اندلاع أعمال عنف بين طهران وواشنطن، أو عمليات كان يعتزم الحرس الثوري الإيراني تنفيذها بالفعل، لكن مخاوف أثيرت لدى القيادة المركزية الأمريكية جراء هذه التقارير، على حد قول المسؤولين.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قال أمس إن واشنطن سترسل حاملة الطائرات إلى منطقة عمل القيادة المركزية بمنطقة الخليج.
وقال إن ذلك يأتي في إطار الرد على عدد من مؤشرات التصعيد المقلقة والتحذيرات، في رسالة واضحة لإيران بأن أي هجوم على مصالح أمريكا أو حلفائها سيقابل بقوة صارمة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي المعروف بمواقفه المتصلبة تجاه طهران إن "أمريكا لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، إلا أننا على استعداد للرد على أي هجوم، سواء بالوكالة أو من الحرس الثوري الإيراني أو القوات النظامية الإيرانية".
ورد عليه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني كيوان خسروي إن تصريحات بولتون بشأن إرسال حاملة الطائرات لنكولن "تدخل في إطار الحرب النفسية". وأضاف خسروي أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستحاول اختبار قوة القوات المسلحة الإيرانية.
ويأتي التصعيد الأخير في الوقت الذي قال فيه دبلوماسيون أوروبيون أمس الاثنين إن إيران بدت مستعدة لخرق أجزاء من الاتفاقية النووية الدولية لعام 2015 التي قيدت برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وانسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع طهران، العام الماضي. وبعد ذلك بدأت في ممارسة ضغوط اقتصادية على إيران من بينها إنهاء الإعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لتتمكن من استيراد النفط الإيراني.
وأكدت الولايات المتحدة أنها تسعى من وراء ذلك إلى "تصفير" صادرات النفط الإيراني لتجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الدولة "وحرمان النظام من العائدات التي يحتاج إليها لتمويل الإرهاب والحروب في الخارج".
وقال مسؤولون إيرانيون في المقابل إن طهران قد تعدل التزامها بالاتفاق إذا فشلت في الحصول على الفوائد الاقتصادية التي توقعتها عند توقيع الاتفاق.