المارشال ألكسندر فاسيليفسكي هو قائد عسكري سوفيتي بارز شارك في إعداد كافة العمليات الحربية الكبرى على الجبهة السوفيتية الألمانية، عندما كان رئيسا لهيئة الأركان العامة إبان الحرب الوطنية العظمى.
فاسيليفسكي قاد العمليات القتالية في الجبهة البيلاروسية الثالثة، وأشرف على اقتحام مدينة كينغسبيرغ الألمانية في بروسيا الشرقية بألمانيا، كما كان قائدا للقوات السوفيتية في الشرق الأقصى، أثناء الحرب مع اليابان عام
عيّن ألكسندر فاسيليفسكي نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة السوفيتية، حيث تولى مسؤولية إنشاء خطوط موجايسك الدفاعية إبان معركة موسكو، وكان ممثلا للقيادة العامة السوفيتية، بالاشتراك مع المارشال بوديوني، ربيع عام 1942، حينما تمت ترقيته إلى رتبة فريق أول. وفي 26 حزيران\يونيو عام 1942، عيّن رئيسا لهيئة الأركان العامة ونائبا لوزير الدفاع السوفيتي.
نسّق عمليات الجبهات السوفيتية في معركة ستالينغراد الدفاعية، ثم شارك، بالتعاون مع المارشال جوكوف في إعداد عملية ستالينغراد الهجومية، التي أسفرت عن محاصرة جيش الجنرال باولوس الألماني نهاية عام 1942 ، كما أشرف على تدمير القوات المعادية المحاصرة.
شغل فاسيليفسكي منذ عام 1946 وحتى عام 1953 ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، منصب رئيس هيئة الأركان العامة ومن ثم وزير دفاع الاتحاد السوفيتي.
المارشال قسطنطين روكوسوفسكي بطل الاتحاد السوفيتي، الذي تجّلت موهبته كقائد عسكري في أهم العمليات الاستراتيجية، التي قام بها الجيش السوفيتي ضد الجيش الألماني النازي، مثل معارك سمولينسك وموسكو وستالينغراد وكورسك، وكذلك عمليات "باغراتيون" و"بوميرانيا" ومعركة برلين. وقد شارك فيلق روكوسوفسكي، منذ الأيام الأولى للحرب الوطنية العظمى في المعارك ضد القوات الألمانية، وحصل على وسام الراية الحمراء لمعاركه الدفاعية الناجحة في منطقة مدينة لوتسك.
وفي تموز\يوليو عام 1941، عيّن قائدا للجبهة الغربية من قبل هيئة القيادة العامة، التي فقد معظمها القدرة على المقاومة، وأصبحت وحدات متفرقة، جراء ضربات التشكيلات المدرعة الألمانية. وعند اقتراب الوحدات النازية من موسكو، أمره غيورغي جوكوف بالصمود بجيشه السادس عشر عند خط كريكوفو الدفاعي، مهما كانت التضحيات، فأصيب روكوسوفسكي أثناء المعارك بجروح خطيرة، ونقل بعد تعافيه إلى جبهة بريانسك.
وفي صيف عام 1942 شكّلت القيادة العامة جبهتي "ستالينغراد" و"دونسكوي"، لإيقاف الجحافل الألمانية المخترقة للدفاعات السوفيتية في منطقة نهر الدون، فكان روكوسوفسكي على رأس جبهة "دونسكوي"، حيث أمره ستالين، في كانون الثاني\يناير 1943، بتحمل مسؤولية دحر جيش الجنرال الألماني باولوس، المحاصر في منطقة ستالينغراد. تحول اسم جبهة دونسكوي عام 1943 إلى الجبهة المركزية، التي شاركت بقيادة روكوسوفسكي في معركة كورسك الشهيرة وقامت بدحر مجموعة الجيوش الألمانية الوسطى وتحرير مدينة أوريول.
كما شاركت جبهة روكوسوفسكي في معركة برلين، والتفت على العاصمة الألمانية ووصلت الى نهر الألب، حيث التقت بوحدات جيش الجنرال مونتغيمري البريطاني. وفي 24 حزيران\يونيو 1945، كان المارشال روكوسوفسكي على رأس استعراض النصر في موسكو، الذي أشرف عليه المارشال جوكوف. وبعد الحرب تم تعيينه قائدا لمجموعة القوات الشمالية السوفيتية في بولندا، وطلبت الحكومة البولندية عام 1949 بإيفاده ليشغل منصب وزير الدفاع هناك، فمنح رتبة مارشال بولندا.
المارشال إيفان كونيف بطل الاتحاد السوفيتي، الذي كان في المرحلة الأولى من الحرب، أي في الفترة ما بين أيلول\سبتمبر وتشرين الأول\أكتوبر 1941 قائدا للجبهة الغربية، التي كانت تقاوم زحف الجيوش الألمانية نحو موسكو، لكنه مني بهزيمة قاسية في معركة فيازما، ما جعل الطريق إلى موسكو مفتوحا أمام جحافل الغزاة.
ستالين، على أثر ذلك، قرر إعدامه بتهمة الخيانة، لكن تدخل الجنرال جوكوف، الذي تسلم قيادة الجبهة الغربية من كونيف، وأنقذه من الموت، فأبقاه جوكوف نائبا له، ثم عيّن قائدا لجبهة كالينين، التي شاركت في الهجوم المضاد على القوات الألمانية، نهاية عام 1941، مطلع عام 1942.
وفي عام 1943 تولى قيادة جبهة "ستيبنوي"، التي شاركت في معركة كورسك، وحررت مدينتي بيلغورود وخاركوف، ثم حقق إيفان كونيف إنجازا كبيرا سجلته مراجع الفن العسكري السوفيتي والعالمي، ومنح رتبة مارشال الاتحاد السوفيتي، لقيادته القوات التي دحرت مجموعة القوات الألمانية في عملية "كورسون — شيفتشينكو" في أوكرانيا مطلع 1944.
وقامت قوات الجبهة الأوكرانية الأولى عام 1945 بمناورة التفاف سريعة في سيليزيا البولندية، الأمر الذي حال دون تدمير الاقتصاد في هذه المنطقة الصناعية البولندية. كما شاركت قوات كونيف بتحرير مدينة براغ التشيكوسلوفاكية ومحاصرة القوات الألمانية ودحرها في معركة برلين.
إس-400 بدلاً من الباترويت وسو57 بدلاً من اف-35
تركيا أنهت مؤخرا أعمال معرض IDEF-2019 العسكري الدولي، حيث بدأت أنقرة، في الآونة الأخيرة، في غزو سوق الأسلحة العالمية، خاصة بعد تطويرها الناجح لقطاع صناعاتها الحربية. ولم تصبح هذه الدولة اليوم، جهة مستوردة للأسلحة والمعدات الحربية الأجنبية فحسب، وإنما دخلت إلى مجال تصدير الأسلحة المصنعة داخل البلاد.
في هذا السياق لدى الجانب الروسي ما يمكن أن يعرضه على نظيره التركي. فقد أشار ألكسندر ميخييف مدير عام شركة روس أوبورون أكسبورت الروسية المصدرة للأسلحة، إلى وجود عدد من المشاريع المشتركة الخاصة بتصميم المروحيات والطائرات الواعدة وقطع الغيار للمدرعات والصيانة في فترة ما بعد بيع المعدات الحربية.
أما سيرغي تشيميزوف رئيس شركة روستيخ الروسية، فقال إن روسيا ترحب برغبة تركيا في الانضمام إلى مشروع تصميم منظومة إس-500 الروسية للدفاع الجوي والدرع الصاروخية، في إشارة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن صفقة إس-400 قد انتهت ولم يستبعد عقد صفقة جديدة تخص منظومة إس-500.
في هذا الصدد جرى البحث على هامش معرضIDEF-2019 إمكانية بيع مقاتلات سو-57 الروسية من الجيل الخامس للدولة العثمانية، خاصة بعد أن وجهت واشنطن تهديداً بوقف توريد مقاتلات إف-35 إلى أنقرة، على خلفية شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 من موسكو
فرقاطة الأميرال ايسين الروسية التي وصلت من ميناء سيفاستوبول الروسي في البحر الأسود إلى اسطنبول باتت نجمة حقيقية للمعرض التركي، علما بأنها تعتبر بحسب المواصفات أفضل فرقاطة في العالم، فهي مزودة بصواريخ كاليبر المجنحة وصواريخ شتيل-1 للدفاع الجوي والمدافع الأوتوماتيكية السريعة الرمي عيار 100 ملم والأسلحة المضادة والغواصات والطوربيدات ومروحية كا-52 البحرية، فضلا عن مواصفاتها البحرية الممتازة.
نزاع عثماني فارسي — خيال أم حقيقة؟
تتحدث بعض الأوساط العسكرية عن احتمالات نشوب حرب بين إيران وتركيا على الرغم من إنها تبدو خيالية إلى حد ما. فإذا ما عدنا قليلاً إلى الأذهان فقد شهدت الإمبراطوريتان العثمانية والفارسية حروباً فيما بينهما منذ القدم. وفي القرن الماضي، شهدت العلاقات بين تركيا وإيران فترات متباينة. وهنا لا بد من الاشارة إلى إن كلا البلدين كانا جزءا من الكتلة العسكرية والسياسية لحلف بغداد تحت قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى لفترة طويلة.
الولايات المتحدة هي صاحبة فكرة إنشاء هذا الحلف حيث وعدت بتقديم العون العسكري للأعضاء، ولكنها لم تشارك فيه بشكل مباشر وإنما وكلت بريطانيا القيام بهذه المهمة. يعد هذا الحلف أحد أقل الأحلاف نجاحاً في فترة الحرب الباردة. فبعد انسحاب العراق أصبح اسم الحلف منظمة المعاهدة المركزية. وبعد الثورة الإسلامية، عام 1979، تباعد مسار إيران عن مسار تركيا التي أصبحت تابعة للناتو.
مع بداية ما يسمى بالربيع العربي، قدمت تركيا الدعم، بالتحالف مع الأنظمة الملكية العربية، لمعارضي الحكومة الشرعية في سوريا، وأيدت أيضاً ما يسمى بالحكومة الشرعية في اليمن برئاسة هادي. في الوقت نفسه أصبحت إيران الحليف الأكثر أهمية لدمشق واتخذت نهجاً داعماً للحوثيين. انطلاقا من كل ذلك، انتشرت الاشاعات حول إمكانية حدوث صدام عسكري مباشر بين إيران وتركيا في سوريا أو مباشرة على الحدود المشتركة.
بعد محاولة الإطاحة بأردوغان في تموز/يوليو 2016، بدا أن الوضع قد تغير بشكل جذري. وظهر إلى النور تحالف ثلاثي، بين روسيا وإيران وتركيا. ويمكن القول بأن أنقرة في الواقع، أُجبرت على اللعب وفق قواعد موسكو وطهران. مع الاشارة إلى إن التناقضات الأساسية بين الحلفاء لم تختف. فكلما زاد ضغط القوات السورية — الروسية — الإيرانية على النابض، لتحرير سوريا من المقاتلين المقربين من تركيا، بات تضارب المصالح أكثر وضوحاً.
تقوم وحدات الحرس الثوري الإيراني، وكذلك قوات الدفاع المدني والقوات الرديفة الأخرى، بدور نشط للغاية في الحرب السورية، التي اقتربت في العام 2018 من الحدود التركية. ومن غير المستبعد حدوث تصادم عسكري مباشر بينها وبين التشكيلات التابعة لأنقرة، واحتمال اندلاع نزاع مسلح بين البلدين.
احتمال الحرب بين تركيا وإيران، ضئيل، لكن ليس معدوما. ويمكن أن يصبح الصراع الإيراني التركي جزءا من سفك دماء أوسع، نحو مواجهة طائفة دينية تشمل الشرق الأوسط لفترة طويلة، ويمكن أن تؤدي حادثة ما في سوريا إلى تصعيد لا يمكن التحكم بعواقبه. وقد يصل الأمر إلى معادلة مفادها: لا أحد أراد الحرب، إنما الحرب كانت حتمية، كما جرى في شهر آب/أغسطس 1914 في أوروبا.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم