لكن، يبدو أن نظام "كل شيء مباح" في الحروب قد ولى منذ زمن طويل، فكما أصبحت الأسلحة أكثر تطورا، أصبحت قواعد الحرب والأسلحة التي يُسمح باستخدامها كذلك، بحسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
إذ لم تعد الممارسات التي تنطوي على التعذيب المفرط للعدو تثير استياء فحسب، بل أصبحت محظورة قانونيا على الساحة الدولية.
5 Crazy Weapons That Are Banned From Going to War — https://t.co/LKfMgSPX5j #history #3dhistory1918 #military pic.twitter.com/UG826oWUJO
— 3DHistory (@3DHistory1918) May 12, 2019
وتخضع هذه الممارسات الآن لاتفاقية جنيف للأسلحة الحربية، والتي بموجبها حُظرت عشرات الأسلحة لأنها تسببت في معاناة غير ضرورية. في هذا التقرير نستعرض خمسة أسلحة محظورة بموجب الاتفاقية، ووصفتها المجلة الأمريكية بـ"الجنونية".
حُفر الأوتاد
تصنع هذه الأسلحة من الخيزران أو الخشب وهي عبارة عن وتد بسيط، يتم شحذه ويكون مدبب الشكل. وعادة ما يتم نشره بأعداد كبيرة في ساحة المعركة.
بموجب البروتوكول الثاني لاتفاقية عام 1979 الخاصة بأسلحة تقليدية معينة، يحظر استخدام حفر الأوتاد تماما كسلاح.
ومع أنه يبدو من اسمها كما لو كانت ممارسة تعود للعصور الوسطى، لكن أفخاخ الحفر المفروشة بالأوتاد استخدمت في العصور الحديثة حتى حرب فيتنام.
إذ كان اليابانيون يغطون الأوتاد المصنوعة من الخيزران في أثناء الحرب العالمية الثانية، ببراز الحيوانات، حتى إن لم تقتلك الأوتاد، تقتلك العدوى.
الألغام البلاستيكية
بموجب البروتوكول الأول من اتفاقية حظر استعمال أسلحة تقليدية معينة، يلزم أن تحتوي جميع الأسلحة على قطع من المعدن يمكن اكتشافها بالأشعة السينية، ما يمنع الجيوش من زرع ألغاما لا يمكن التعرف على وجودها بالأشعة السينية.
وهذا النوع من الأسلحة عبارة عن لغم أرضي مُصمم لاستخدام أقل كمية ممكنة من المعادن في بنائه. وعادة ما توجد المكونات المعدنية الوحيدة داخل آلية الصمامات التي تسبب الانفجار.
Wind driven sphere of bamboo and biodegradable plastic designed to clear land mines. pic.twitter.com/lL8k9xRT7S
— Alex Wain (@alexwain) June 11, 2015
ولا تحتوي بعض التصميمات على أي معادن تقريبا، ويتم تحقيق ذلك عن طريق تغليف العبوة المتفجرة في جسم من البلاستيك أو الخشب أو الزجاج، مع مكونات معدنية، ما يجعل من الصعب للغاية اكتشاف وجودها.
فضلا عن ذلك، يتطلب أن تستخدم الألغام المزروعة خارج المناطق المسورة أو المحصنة تقنية للتدمير الذاتي تضمن انفجارها بعد مرور فترة معينة من الوقت.
قاذفات اللهب
قاذفة اللهب هي سلاح يحمل باليد أو يثبت في مركبة، يطلق وقودا مشتعلا ليحرق ما يأتي عليه. ومعظم قاذفات اللهب العسكرية تستخدم سائلا سميكا قابلا للاشتعال مكون من مادة تشبه النابالم، ومع أن هذه القاذفات ليست ممنوعة بشكل كامل، لكن لا يمكنك استخدامها لتفحيم أعدائك، وفقا للبروتوكول الثالث من اتفاقية حظر استعمال أسلحة تقليدية معينة.
إذ يحظر هذا البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة على البشر، لكن يمكنك استخدامها في أغراض أخرى.
مناطيد النار
البالون (مناطيد) الحارق هو بالون معبأ بغاز أخف من الهواء العادي مثل الهواء الساخن أو الهيدروجين أو الهليوم، والذي يحتوي بداخله على قنبلة تزن 15 كيلوغراما أو جهاز حارق أو خليط من المولوتوف.
البالون الحارق هو سلاح غير مكلف، اخترعه اليابانيون في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتم إطلاق أكثر من 9 آلاف قنبلة بالونية إلى الأراضي الأمريكية.
Japanese Fire Balloons: World War II https://t.co/kE9beRTqzz pic.twitter.com/85XhmUnFwY
— Learning-History (@LHistory16) September 29, 2017
ويطير هذا المنطاد عدة كيلومترات ثم يستقر في مكان، بانتظار أن يلمسه أحد الأفراد؛ وهو ما يؤدي إلى تفعيل خاصية التفجير الآلية.
وفي مؤتمر لاهاي المقام عام 1989، قرر المجتمعون منع الجيوش إسقاط القنابل من المناطيد الهوائية، ومع ذلك، فإن استخدامها استمر حتى الحرب العالمية الثانية.
رذاذ الفلفل
رذاذ الفلفل هو سلاح مسيل للدموع يسبب الألم وتساقط الدموع والعمى المؤقت. يستخدم هذا الرذاذ في ضبط النظام والسيطرة على أعمال الشغب والحشود الكبيرة. يعتبر الفلفل من الأسلحة غير الفتاكة (المميتة) التي تسبب في تشويش الرؤية.
San Francisco police officers pepper spray demonstrators against the U.S. invasion of Iraq during the Gulf War. 1991 pic.twitter.com/cZxZTdRkp4
— VintagePhotos (@NotableHistory) August 1, 2015
وقد لا ترى أن رذاذ الفلفل سلاحا لا يصلح للحرب، لكن نظرا إلى اتفاقية لاهاي التي تحظر الأسلحة الكيماوية المحمولة بالهواء والتي تعيق التنفس، فقد صُنف هذا النوع من هذه الأسلحة ضمن القائمة المحظورة. وفي النهاية يبقى رذاذ الفلفل سلاحا غير فعال، بل إنه أقرب لرادع مزعج.