وأوضحت المصادر لوكالة "سبوتنيك" أن اتفاقا تم التوصل إليه بشأن الهدنة جاء بعد "التماس" قدمته تركيا لروسيا لإقناع الدولة السورية بضرورة وقف العمليات العسكرية بشكل مؤقت لإعطاء الفرصة لتركيا بإقناع المجموعات المسلحة بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح وفتح الطرق الدولية تطبيقا لاتفاق "سوتشي".
وقالت المصادر إن الجيش السوري، ومن باب الالتزام بالاتفاقيات التي عقدها الضامن الروسي أوقف العمليات العسكرية مع بدء اليوم السبت وأوقف الاستهدافات المدفعية والصاروخية والجوية باتجاه مواقع المسلحين، حيث صدرت التعليمات برفع الجاهزية والرد على مصادر الإطلاق في حال تم استهداف أي مواقع للجيش السوري في ريفي حماة وإدلب.
على الجانب الآخر قالت مصادر محلية لسبوتنيك: إن اجتماعا عقد صباح اليوم السبت ضم عدد من القياديين في المجموعات الإرهابية المسلحة للتشاور في موضوع الاتفاق المذكور، حيث خرج المجتمعون بقرار رفض للهدنة ووضعوا شروط القبول بها وهي انسحاب الجيش السوري من المناطق التي تقدم إليها مؤخرا في ريف حماة الشمالي الغربي.
وتابعت المصادر: هذا الأمر ترجم بشكل مباشر من خلال بيان صحفي للمتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" المدعومة من تركيا المدعو ناجي المصطفى، الذي أكد فيه رفض الفصائل المسلحة للهدنة ما لم ينسحب الجيش السوري من المناطق التي حررها مؤخراً.
وعلى الأرض ترجم المسلحون رفضهم للهدنة من خلال إطلاقهم عدة صواريخ باتجاه منطقة جبلة بريف اللاذقية، ومحاولتهم استهداف قاعدة حميميم الروسية، بالإضافة إلى محاولة اعتدائهم على أحد مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي الغربي واستهدافهم لمنطقة الزلاقيات شمال حماة بعدد من قذائف الهاون.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان توصلا في 17 سبتمبر/أيلول من عام 2018 إلى اتفاق في سوتشي يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية المتاخمة لإدلب، وتعهد الجانب التركي من خلال الاتفاق بسحب جميع التنظيمات الإرهابية والأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة خلال أقل من شهر، وبفتح الطريقين الدوليين (اللاذقية — حلب) و(حماة- حلب) إضافة إلى التزامات أخرى بموجب الاتفاق لم يتم تحقيق أي منها، بل على العكس ارتفع عدد المسلحين بعدما أعادت التنظيمات الإرهابية انتشارها ضمن تحالفات فيما بينها في المنطقة منزوعة السلاح التي اكتظت خلال الأشهر الأخيرة بكميات كبيرة من العتاد والسلاح الثقيل، وتمت الاستعانة بخبراء أجانب لتعديل قذائف صاروخية وتذخيرها بالمواد الكيميائية السامة ونشرها في المنطقة المنزوعة السلاح، كما لم تتوقف الجماعات المسلحة عن خرقها لنظام وقف التصعيد في محافظة إدلب وأمطرت البلدات والأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية في أرياف حماة وحلب واللاذقية بآلاف الصواريخ وأوقعت مئات المدنيين بين قتيل ومصاب، كما رفعت من وتيرة اعتداءاتها على نقاط الجيش السوري.