وبحسب مصادر خاصة لصحيفة "البناء" اللبنانية، أشارت إلى أن هناك تقدما في المساعي التي يقوم بها ساترفيلد، ولكنها لم تنته حتى الآن.
عودة الولايات المتحدة إلى لعب دور المفاوض بين الطرفين بعدما كانت طرفا مع إسرائيل يعد تغييرا جذريا وذلك بسبب الموقف اللبناني الموحد المتمسك بكل متر وشبر من الحدود وبكل كوب ماء من المياه اللبنانية.
الطرح اللبناني كان يعتمد على أن تكون الأمم المتحدة كطرف تجرى تحت رعايتها المفاوضات لكن الرفض الأمريكي المستمر واعتماد خط هوف الموضوع لصالح إسرائيل بلا بدائل أخرى مما أوقف المفاوضات التي استمرت عالقة منذ ذلك الحين.
وكشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "تطور الموقف الأميركي وخلفه الإسرائيلي أتى بعدما تبلغ لبنان سلفا وقبل وصول ساترفيلد الأسبوع الماضي، جوا إيجابيا حول المنحى التفاوضي الجديد، في توقيت إقليمي ضاغط، نتيجة الكباش الأميركي — الإيراني، والجو الذي كان قد رفع منسوب المحاذير من نشوب حرب إقليمية. ما طرح أسئلة عن مغزى التطور الأميركي، ومعه أيضا موقف حزب الله، ليس لجهة قبول واشنطن العرض اللبناني، بل مبدأ التفاوض في حد ذاته".
وأضافت الصحيفة: "يفاوض لبنان اليوم على تلازم البر والبحر، وهذا يعني أن لا ترسيم بحريا من دون الاتفاق على النقاط المختلف عليها برا، والتي لا يزال يحتاج لبنان وإسرائيل إلى مفاوضات برعاية الأمم المتحدة للبت بها، والانطلاق من نقطة b1 الصخرية في الناقورة التي يتمسك بها لبنان منطلقاً للترسيم البري، وإذا لم يحل الخلاف على الترسيم البري لن ينطلق الترسيم البحري".
وبهذه المحاولة تكون واشنطن قد عززت موقعها السياسي من خلال دعم حليفها الأول إسرائيل في المنطقة وحمايتها من أي توجه سيقوم به "حزب الله" وبذلك الضغط على لبنان الرسمي بهذه الطريقة للجم الحزب داخليا على أي مواجهة غير محسوبة قد تؤدي إلى حرب جديدة.
ومن جهة أخرى، بهذه المفاوضات تكون واشنطن قد أعطت إسرائيل الضوء الأخضر في عملية بدءها بالتنقيب واستخراج النفط وهي الجاهزة أكثر من لبنان بهذا الصدد.