ويؤكد مراقبون أن التوصل إلى اتفاق تكون الأمم المتحدة طرفا أساسيا فيه من شأنه أن يبعد عن المنطقة كأس التوترات الأمنية المرّة، لا سيما وأن أشهر قليلة تفصل لبنان عن استحقاق التنقيب عن النفط والغاز في ظل وجود بعض البلوكات النفطية المتنازع عليها مع إسرائيل.
يقول مدير مركز الارتكاز الإعلامي، المحلل السياسي سالم زهران، لـ"سبوتنيك" إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد هو المعني بالمفاوضات الغير مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، ولا علاقة لطبول الحرب التي تقرع في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بزيارة ساترفيلد الأخيرة إلى بيروت.
وأضاف:" زيارة ساترفيلد إلى بيروت حصري للتعزية بغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير".
وأشار زهران إلى أن موقف رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري متطابق 100%، أما موقف رئيس الحكومة سعد الدين الحريري فهو في وضعية الصمت، ربما يكون الصمت الإيجابي مع الإشارة إلى أن دور الرئيس الحريري في المعادلة اللبناني لم يعد ذو تأثير كما كان سابقاً".
وأوضح أن الاتفاق بين الرئيسين عون وبري وضمنا "حزب الله"، يعني حتما أن الأمريكيين غير قادرين على فرض خط هوف الذي جاء به ساترفيلد كما في كل مرة. لافتا إلى أن اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني هو المفوض من قبل المعنيين لبلورة صيغة تحصن حقوق لبنان برا وبحرا، وهو يتكتم في إعطاء أي تفصيل تقني.
وأكد زهران أن لبنان هو حتى اللحظة خارج الاشتباك، مشيرا إلى أن "الأمريكيين مثل الإيرانيين لا يريدون حربا ولا سلاما، نحن على حافة الهاوية وبتقديري سوف نبقى طويلا على هذه الحافة وبتقديري الشخصي لا تلوح هذه الحرب في الأفق في المدى المنظور لأنها إذا ما وقعت لن تبقي شيئا على حاله وقد يصل برميل النفط إلى أكثر من 500 دولار أمريكي وهذا ليس من مصلحة أحد".
وتابع قائلا "تقديري الشخصي وما عبر عنه حزب الله بأكثر من مناسبة سواء على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أو نائبه الشيخ نعيم قاسم أن لا بوادر لحربة عسكرية مع إسرائيل، وتوازن القوى بات من الصعب معه الذهاب نحو المواجهة لأن الخسارة لن تكون من طرف واحد".
ولفت زهران إلى أن "ما يحصل في الخليج يبدو واضحا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يمارس سياسة الابتزاز لنيل المزيد من الأموال والهيمنة، وهذا ما قد حصل بالفعل عبر توسيع رقعة القواعد الأمريكية خليجيا ومعها زيادة الفاتورة، وباختصار الحرب ستكمل بطابعها الاقتصادي، أما المواجهة العسكرية فلا أراها قريبة".