تأتي هذه القمة بعد الهجوم على سفن تجارية في الإمارات، والهجوم على محطتي ضخ النفط في المملكة، بالإضافة التوتر الحاصل في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران
المخاطر التي تهدد المنطقة
عن هذه القمة وأهدافها والمخاطر التي عقدت من أجلها، يرى المحلل السياسي محمد آل زلفى، عضو مجلس الشورى السعودي السابق، بأن هذه القمة تأتي ضد إيران، ويكمل: الخطر المهدد لأمن المنطقة هو إيران وانضمت إليها تركيا بكل أسف، بالإضافة إلى العدو التقليدي في المنطقة إسرائيل، وهو ثالوث الشر المهدد للأمن القومي العربي، وقد حولوا منطقتنا العربية إلى ساحة قتال لصالحهم، والقمة ستحاول أن تجعل العرب أمام مسؤولياتهم، لكي لا نستمر في هذه الأحوال وهذه الحروب، وأن لا تكون المنطقة العربية ساحة للغرباء ليدمروها ويهجروا شعوبها، ويأخذوا مقدراتها.
ويتابع: نحن في مكة وفي شهر رمضان وفي قمة طارئة، فإن كان العرب جادين في توحيد صفوفهم، فيجب حماية الأمن القومي والتصدي لهؤلاء، والقول للعالم أننا لسنا دعاة حرب، ولكن نريد من العالم أن يقف إلى جانب العرب في لجم هؤلاء، الذين يهددون منطقتنا العربية وأمننا القومي.
المحلل السياسي المصري أحمد العناني يوافق على ما قاله المحلل السعودي، ويوضح: أعتقد أن هذه المخاطر هي السياسة التي تتبعها إيران لزعزعة منطقتنا العربية، والسعودية ترى بأن إيران تدعم وكلاء لها كالحوثيين وتهدد أمن السعوديين، كما شاهدنا حادث الفجيرة الأسبوع الماضي، وأيضا الاعتداء على منصات النفط في السعودية، وجاءت الدعوة باعتقادي من الممكلة العربية السعودية لتوجيه رسالة إلى إيران وهي رد على إيران.
ويضيف: المملكة السعودية تريد زيادة عزلة إيران في المنطقة، وأن يكون هناك موقف إسلامي وعربي قوي ضد إيران، حتى تكون بمثابة المعزولة أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة.
أما مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران، أمير الموسوي فيرى العكس: في الحقيقة الخطر هو السعودية، لأنها شكلت هذه القمم الثلاث المكلفة في الشهر المبارك، وهي كان بإمكانها إيقاف الحرب وهي التي بدأتها على اليمن، حيث كان خلافات بين الأشقاء اليمنيين، وكان بإمكانهم حل مشاكلهم فيما بينهم، لا أن تدخل دول أخرى لتقصفهم، ومن غير نتيجة.
ويتابع: كان بإمكان المملكة الاستفادة من وجود القادة لإيجاد حلول في اليمن والمنطقة، والقمة بحسب الرؤية السعودية موجهة ضد إيران، وهم يتصورون أن إيران تحرض اليمنيين ضدهم، ولا يذكرون التصرفات الدموية اليومية ضد اليمنيين، وكان هناك طرح من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويكمل: كان هناك طرح من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لعقد اتفاقية عدم اعتداء بين إيران ودول الخليج، لكنهم يستقوون بأموالهم وبالأمريكيين، وهم يتخيلون أنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم في المنطقة، لكن التجربة أثبتت فشل ذلك.
قرارات حاسمة
عن القرارات التي يمكن أن تنتجها القمة يعتبر المحلل السعودي: نعم ستكون هناك قرارات هامة لأنها قمة حاسمة واستثنائية، وتأتي في وقت حرج، لأن إيران لم تكتفي بالعبث في منطقتنا على مدى 40 عاما، إنما الآن جرت الولايات المتحدة الأمريكية لتكون في مواجهة إيران، وهي لا تستطيع مواجهة القوات الأمريكية إنما تهدد بالمزيد من التدمير والتخريب لكل ما تبقى من الأرض العربية والمدن المزدهرة.
ويكمل: القرارات ستكون في إطار توحيد الصف العربي وتناسي الخلافات، ولا أدري من بقي من العرب أساسا، لكن من بقي منهم عليه أن يتصدى لهذه المخاطر، فهل ما يحدث في اليمن والعراق يرضي العرب؟، ونحن نريد أن تكون هذه المنطقة مستقرة، لأن استقرار هذه المنطقة في مصلحة العالم كله.
بدوره المحلل المصري العناني يرى الشيء ذاته من ناحية القرارات ضد إيران، ويتابع: هذه القمة ستتخذ قرارات وستزيد من التحشيد الدولي ضد الجانب الإيراني، خاصة أن الولايات المتحدة ستستفيد من القمة العربية، وأي قرارات ستتخذها أمريكا ضد إيران ستتلقى تأييد دولي بعد القمة العربية والإسلامية.
ويستطرد: كانت هناك رغبة عبر وزيرالخارجية الإيراني ظريف، لإبداء نوع من المرونة تجاه الدول العربية، من خلال مبادرة أعلن عنها فيما يخص التهدئة مع الدول العربية، وبالتحديد دول الخليج، وجاءت هذه التحركات قبل القمة.
أما الموسوي فلا يرى أي معنى لأي قرار يمكن أن يصدر عن هذه القمة، ويضيف: هذه القمة أضعف قمة في التاريخ العربي والخليجي كذلك، لأن لا رؤساء كبار ولا أقوياء في الدول العربية الآن، الكبار سقطوا وبقي هؤلاء الصغار الذين ليس لديهم أي تأثير حتى في بلدانهم، فسقطت ليبيا ومصر والعراق والسودان، وكان فيما مضى هناك قيادات لها تأثير في دولها وفي المجتمع العربي، أما القيادات الحالية جميعها لديها مشاكل داخلية.
ويستكمل: أعتقد أن ما سيتمخض عن هذه المؤتمرات قرارات وبيانات تباع، وبعض الكلمات التي ليس لها أي تأثير على أرض الواقع، وتشجيع القيادات للانخراط في عملية الاستسلام في المنطقة، بولتون أتى قبل يومين وصاغ القرار ضد إيران والمقاومة، والسعودية ستدفع المزيد من الأموال.
صفقة القرن
وإن كانت صفقة القرن من ضمن بنود جدول أعمال القمة العربية، تحدث عضو مجلس الشورى السعودي السابق: هذه قضية أخرى، وأرجو أن ننشغل بهذه القضية عن قضيتنا الأساسية، قضية فلسطين هي أساسية أيضا، لكن ما يواجهنا الآن يواجه كل الأمة العربية، بما فيها فلسطين، وهم سيعيدونا إلى عصور سحيقة، ويريدون تمكين إسرائيل، وإيران قد مكنت إسرائيل الآن، فقد دمرت الجيش العراقي ودمرت سوريا، وشلت حركة لبنان والبلدان الأخرى، لكي تمهد الطريق لأسرائيل، لكي تعربد كما تشاء.
ويضيف: إيران وإسرائيل وتركيا يهددان أرضنا العربية وأمننا، وصفقة القرن ستكون إذا رأى الفلسطينيون فيها فائدة لفلسطين وللفلسطينين، وعليهم أن يكونوا شجعان وأن لا يتركوا المجال للمتاجرين بقضيتهم، كأيران وتركيا، وأن لا يعطوا المجال لهم، لأنهم أعداء لأمتنا وللقضية الفلسطينية.
ويقول العناني: أعتقد أن القمة ستركز على القضية الفلسطينية، وعلى القرار العربي لدعم الفلسطينين، وهو سيأخذ جانب من أجندة القمة العربية، وسيأكد على الوضعية السياسية والقانونية للقدس، وأعتقد أن هناك إشارة كبيرة بردود أفعال عربية لرفض صفقة القرن.
ويكمل: مؤتمر البحرين ملحق بصفقة القرن، لكن التركيز الكبير سيكون فيما يختص ردع إيران وأوضاع الدول العربية كالسودان وفلسطين وغيرها.
فيما يعتبر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية أن القمة ما هي إلا غطاء لتمرير صفقة القرن، ويتابع: الهدف المعلن هو ضد إيران واليمن، ومؤتمر البحرين يأتي بعد القمة الإسلامية، وهذا يدل على أن الأمريكي والإسرائيلي صاغ المسرحية في المنطقة، وحضور بولتون في اليومين الأخيرين كان لصياغة الأفكار والبيانات والترتيبات، وستجري الكثير من المشاورات حول صفقة القرن.
ويختتم: السعودية ستقيم القمة العربية في مكة المكرمة، أقدس مكان لدى المسلمين، وفي أفضل الليالي ليلة القدر، في سبيل تسيير المشروع الخطير ضد الفلسطينين، وأنا أعتقد أن لا شيء سيتحقق على أرض الواقع، لأن محور المقاومة يمسك الأرض حول الكيان الصهيوني بقوة، ومحور الاستسلام والانبطاح في المنطقة ومن وراءه أمريكا، لكنهم مهزومين ولا يملكون سوى البعبع الإعلامي والمال الذي يملكونه.