نشر هذه الخريطة أحد الإعلاميين الإسرائيليين على حسابه في تويتر، وكانت الخارجية الأمريكية هي من أعد هذه الخريطة التي يظهر فيها الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل، واعتبر عدد من الخبراء أن مثل هذه الخطوة اللاقانونية تعد خطوة خطيرة تظهر أن الولايات المتحدة لاتأخذ أي إعتبار لقوانين الأمم المتحدة ولا للقوانين والشرائع الدولية التي أقرت أحقية سورية في إستعادة أراضيها المحتلة، وكان الرئيس ترامب قد إتخذ في شهر آذار الماضي خطوته الأولى بهذا الإتجاه حول إعلانه بأنه حان الوقت للإعتراف بأحقية سيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
— كيف يمكن أن نقرأ هذه الخطوة من وجهة نظر القانون الدولي وهل يحق لرئيس دولة مهما كانت مؤثرة في العالم أن يتخذ مثل هذه الخطوة ؟
— إلى أي حد تعتبر هذه الخطوة خطيرة على حق سورية في إستعادة أرضها المحتلة ؟
— كيف يمكن لسوريا أن ترد على مثل هذا الإجراء، أم أنه يبقى مجرد حبر على ورق لاقيمة له ؟
في قراءته لهذه الخطوة رأى الخبير بالشأن العسكري والسياسي اللواء الدكتور رضا أحمد شريقي أن:
"الرئيس ترامب وإدارته أو المجموعة التي تدعى الصقور، هؤلاء وعلى رأسهم ترامب ييتخذون الكثير من الخطوات في الإتجاه الخاطىء، وثبت خلال السنتين الماضيين أن سياسة الولايات المتحدة لاتطاق على مستوى العالم بكل ماتعنيه الكلمة، لقد حول ترامب العالم بشكل عام إلى شبه مزرعة من مزارعه وأخذ يصد الأوامر والتعليمات والعقوبات على هواه وكأن العلم كما يقال عندنا باللغة العامية أن العالم سايب وهو فقط ملك لترامب وأعوانه، يظن ترامب أنه بهذه الخطوة يقوم بعمل مميز لصالح هذا الكيان الغاصب، وفي الحقيقة هذه الخطوة تعتبر معيبة في حق ترامب وفي حق الولايات المتحدة، هل يستطيع ترامب أن يعطي متراً واحداً من أراضي الولايات المتحدة إلى المكسيك مثلا ؟ قانونيا لايستطيع لو فعل ذلك تقوم الدنيا ولا تقعد في الولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف به أن يذهب الى أقصى الشرق إلى سورية ويهدي أرض من الجمهورية العربية السورية للكيان الصهيوني؟ حقيقة هناك وقاحة في التعامل مع القضايا الدولية وهذه الخطوة لايقوم بها إلا إنسان لا أخلاقي بغض النظر عن القوانين والشرائع الدولية ".
بخصوص خطورة هذه الخطوة والتداعيات التي يمكن أن تترتب عليها قال اللواء شريقي أن: "هذه الخطوة لها تداعيات خطرة جدا في المستقبل، ودعنا نعود إلى الخلف قليلا ونتذكر وعد بلفور الذي كان مشابهاً إلى هذه المسألة، وعلى أساس هذا الوعد قام الكيان الصهيوني بدعم من بعض الدول الغربية والدول المساعدة للكيان الصهيوني حتى تشكل هذا الكيان، وكان هناك مؤمرات كثيرة حتى وصل إلى ماهو عليه الآن، وبالتالي هذه الخطوة يمكن أن تكون الخطة الأولى في إتجاه خاطىء قد نعاني منه كثيراً في المستقبل ، وبالتالي لايجوز إطلاقاً السكوت عن هذه المسألة، في المحافل الدولية يجب أن نحرك هذا الأمر وعلى المستوى الشعبي العربي وعلى المستوى الداخلي في سورية، ويجب أن نتحدى العالم كله في سبيل إعادة هذه الأرض أو لإعادة التسمية أوالتابعية ولو كان بالشكل الإعلامي اليوم لأن هذه الخطوة بادرة خطيرة جداً ويمكن أن يبنى عليها مستقبلاً بشكمل خطير للكيان الصهيوني وغيره من أذناب الإستعمار والرجعية العربية، وكما نرى اليوم الكثير من الأعراب يتوجهون نحو الكيان الصهيوني ، وبالتالي يمكن أن يتغاضوا عن هذا الحق كما تغاضوا عن حقوق الشعب الفلسطيني، هذا أمر خطير جداً يجب الإنتباه إليه".
ومن الناحية العسكرية كان ومازال الجولان السوري المحتل في قلب سوريا وفي قلب كل سوري وفي ذهن كل العسكريين الكبار في الجيش العربي السوري لوضع الخطط لإسترجاع الأراضي المحتلة، وبالتالي سيأتي يوم تكون فيه معارك وحرب في سبيل استعادة هذه الأرض إن لم ينجح بالطررق السلمية وفق قرارات الأمم المتحدة، كما أن شعب الجولان يرفع دائما بأنه لايقبل إلا بالهوية السورية، ومن هنا هذا الشعب الحي في الجولان سيكون الطلقة الأولى في وجه أعداء الوطن، وسيكون الجيش العربي السوري من أهدافه الرئيسة إستعادة هذه الأرض مهما حاول هذا العدو لضمها ومهما ترامب أن يسلبها ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق أعلاه
إعداد وتقديم نواف إبراهيم