في حقيقة الأمر، إنه يان وا-تات، المصرفي السابق، الذي تحول إلى عالم يريد إحياء زراعة اللؤلؤ في هونغ كونغ، التي كانت مزدهرة في المستعمرة البريطانية السابقة، نظرا لأن صيد اللؤلؤ هناك يعود إلى أكثر من ألف سنة، ولكن عمليات الصيد الصناعي واسعة النطاق قضت عليه تقريبا. وذلك بحسب "بوابة الأهرام".
مصممو المجوهرات
وكانت مهارات زراعة اللؤلؤ منتشرة في كل أرجاء جنوب الصين، التي بقيت لفترة طويلة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، والتي يطلق على الدلتا فيها تسمية "دلتا نهر اللؤلؤ"، ويرجح المختصون أن تكون أكبر لؤلؤة تم صيدها من مياه عذبة في العالم، تشكلت في نهر اللؤلؤ هذا.
وقد كانت لفترة ملكا لإمبراطورة روسيا كاترين الثانية، ونقلت لؤلؤة "سليبينغ لايين" (الأسد النائم) الطبيعية، التي سميت كذلك نظرا إلى شكلها اللافت، في نهاية القرن الثامن عشر إلى باتافيا، أي جاكرتا حاليا، من قبل تاجر هولندي.
لؤلؤة الشرق
وقد أطلق المستعمرون السابقون على هونغ كونغ اسم "لؤلؤة الشرق"، وهي تبقى أكبر مصدر للؤلؤ في العالم، وأكبر مصدر لها، إذ بلغت قيمة الصادرات في العام 2016 حوالي 1.8 مليار دولار، وفق بيانات الأمم المتحدة، ولكن عمليات الصيد الصناعي واسعة النطاق والمنافسة الخارجية قضت على وجود اللآلئ الطبيعية في هونغ كونغ.
وفي خمسينيات القرن الماضي، أطلق بعض المقاولين في هونغ كونغ زراعة المحار المنتجة للؤلؤ، وهي بالتالي صناعة حديثة نسبيا، ولكنهم وقعوا، سريعا، ضحية للمنافسة اليابانية التي تهيمن على القطاع، وأغلقت آخر مزرعة لؤلؤ في هونغ كونغ أبوابها العام 1981.
قبل سنوات قليلة، كان يان لا يزال يعمل في القطاع المصرفي، لكنه أراد القيام بشيء أكثر أهمية يحمل فائدة أكبر للمجتمع، وبدأ في تحضير رسالة دكتوراه في العلوم البيولوجية في جامعة هونغ كونغ، بهدف إحياء زراعة اللؤلؤ في المدينة، وبدأ يبحث، في مختبره الجامعي، عن أفضل السبل لإدخال شريحة في نواة الرخوية التي يمكن من خلالها إفراز عرق اللؤلؤ، ولكنه يحافظ على سرية الآلية المحددة.
الطب الصيني
وأدت جهود يان إلى أول نجاح في مارس/آذار الماضي، عندما حصدت مجموعة من الصيادين، استفادت من عمل يان، لؤلؤ اكويا، للمرة الأولى في هونغ كونغ منذ فترة طويلة جدا.
ويعتقد لونغ كام-مينغ الذي يزرع هذا النوع على منصة قبالة منطقة سيا كونغ الريفية شرق هونغ كونغ "أن زراعة اللؤلؤ ستتطور في هونغ كونغ"، وهو يملك حوالي ثلاثين ألف محارة، وتباع كل لؤلؤة بمائة دولار محلي، ما يعادل 11 يورو، تقريبا. أما تلك التي لا تتمتع بنوعية تسمح باستخدامها في صنع المجوهرات، فيمكن أن يعاد بيعها فضلا عن الأصداف لاستخدامها في مجالات الطب الصيني ومساحيق التجميل.